#السنغال| برز اسم الرئيس السنغالي السابق ماكي صال على هرم قائمة الانتخابات التشريعية لقيادة تحالف باسم “تاكو والو السنغالي” الذي يضم معارضي الثنائي رئيس الوزراء عثمان سونكو وسيّد قصر دكار عن حزب باستيف بشير ديوماي فاي، ويتقدم الرئيس السابق صال على رأس القائمة في الانتخابات التشريعية المقررة في أوائل نوفمبر المقبل، وهنا يعيد الزمن مرة أخرى، مواجهة سياسية ساخنة بين أكثر الاسماء السياسية تداولا في السنغال خلال السنوات الأخيرة من عمر الدولة، ومن المتوقع أن تصدر الهيئة العامة للانتخابات بياناً يجيز إعلانات الترشح في الأيام المقبلة، مما يضع الرئيس السابق ماكي سال ورئيس الوزراء الحالي عثمان سونكو في مواجهة جديدة ربّما تكون أكثر إثارة.
لازال السنغاليون يتذكرون 3 سنوات عاشتها السنغال في أزمات سياسية خانقة و مليئة بالأحداث السياسية المختلفة، خلفت عشرات القتلى وسجن أكثر من 2000 سنغالي قبل أن يفوز حزب “باستيف” برئاسة الجمهورية والذي حمل اسم بشير ديوماي فاي، وهو الشخصية القيادية الثانية بعد رئيس الحزب عثمان سونكو، ليزيحا 12 عاما من حكم ماكي صال الذي كاد أن بورث وزيره أمادو با لخلافته وذلك في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية في مارس 2024 والتي حصدت المعارضة فيها أكثر من 54% من الأصوات.
يواجه الرئيس السنغالي بشير ديوماي فاي معضلة برلمانية تعيق بعض القرارات السياسية والاقتصادية والاجتماعية تتمثل في هيمنة أغلبية من اعضاء البرلمان الذين أفرزتهم الانتخابات التشريعية في عهد الرئيس السابق ماكي صال، لهذا قرر الرئيس فاي حلها في سبتمبر/أيلول الماضي، مما أدى إلى إجراء انتخابات تشريعية مبكرة. ويعتزم حزب باستيف الحاكم وانصاره توسيع دائرة سلطاته الرئاسية لمنحه أغلبية برلمانية تتيح سبل التحرك في مواجهة الوضع الاقتصادي والاجتماعي المتدهور كما تضمن تحقيق بعض الوعود السياسية التي كان فاي و رفيقه صونكو قد أطلقاها خلال الانتخابات الرئاسية.
تسير المعارضة السنغالية الجديدة بخطى ثابتة حيث نجحت حتى الآن في تشكيل تحالفات سياسية تعزز وحدتهم تحت راية ائتلاف “تاكو والو” السنغالي الذي يضم التحالف من أجل الجمهورية APR الذي أسسه الرئيس السابق، والحزب الديمقراطي السنغالي PDS بزعامة كريم واد، وهو معارض سياسي سابق آخر للرئيس ماكي صال، كان قد اعتقل لمدة ثلاث سنوات خلال رئاسة صال، كما يضم الائتلاف بعض المسؤولين السابقين وغيرهم من النشطاء، اتفق اعضاء التحالف الجديد الذي يشكل وجه المعارضة في السنغال على تقديم اسم الرئيس السابق ماكي صال على رأس القائمة التي سيختار السنغاليون عبرها نوابهم بطريقة تجمع بين التصويت النسبي والقوائم الوطنية وتصويت الأغلبية في المقاطعات. ويبدأ السباق السياسي نحو مقاعد البرلمان عدّه التنازلي بعد ترميم الصفوف وجمع التحالفات مما يجعل المواجهة السياسية صعبة ومعقدة بالنسبة للمعارضة بسيب تعدد الخصوم، حيث هناك تحالف سياسي باسم سام سا كادو، الذي يضم خصومًا سابقين، بما في ذلك عمدة داكار السابق، خليفة سال، الذي نال حصته هو الآخر من سجون ماكي صال في عهد رئاسته التي شهدت قمعا شديدا لمعارضيه.
Sultan Elban سلطان البان
03-10-2024