رئيس الجمهورية يشارك عمال ميناء نواكشوط الإفطار احتفاء بترسيمهم، وعد تحقق وحقوق تصان/ البراء ولد محمدن

رئيس الجمهورية يشارك عمال ميناء نواكشوط الإفطار احتفاءً بترسيمهم: وعدٌ تحقق وحقوقٌ تُصان

 

على شواطئ المحيط الأطلسي، حيث تهب النسائم الهادئة محملةً بعبق البحر، جلس فخامة رئيس الجمهورية، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، إلى جانب المدير العام لميناء نواكشوط المستقل، السيد سيدي محمد ولد محم، في أمسية استثنائية، وسط كوكبة من عمال الميناء، الذين التقوا به لا كموظفين فحسب، بل كأبناء لوطن يحتفي بتحقيق أحد أسمى مبادئ العدالة الاجتماعية: تثبيت الحقوق وضمان الكرامة.

 

في لحظة تفيض بالمعاني الرمزية والإنسانية، تناول الرئيس إفطاره مع العمال، تقاسم معهم تمرهم وخبزهم وشرابهم، ليجسد بذلك صورة الحاكم القريب من شعبه، المستمع لهمومهم، والمحقق لوعوده. لم يكن هذا اللقاء مجرد جلسة عابرة، بل كان تتويجًا لقرار تاريخي طال انتظاره، ألا وهو ترسيم 535 عاملاً، بعد سنوات من الانتظار والمعاناة والنضال من أجل الحق في الاستقرار المهني والاجتماعي.

 

بعد صلاة المغرب التي أداها الرئيس في صفوف العمال، ألقى مندوب العمال كلمةً مؤثرة، حملت في طياتها مشاعر الفخر والامتنان. وجه المندوب تحية ملؤها العرفان لفخامة رئيس الجمهورية، مؤكدًا أن الفرحة التي غمرت قلوب العمال لا تعبر عنها الكلمات، فقد كان هذا القرار نقطة تحول فارقة في حياتهم، إذ انتقلوا من هامش الهشاشة إلى رحابة الحقوق المحفوظة والوظائف المضمونة.

 

لم ينسَ المندوب أن يذكّر بالماضي القريب، حين كان الاحتجاج على الحقوق يقابل بمسيلات الدموع، والمطالب المشروعة تُجابَه بالاعتقالات، وأبواب الميناء تُغلق أمام كل من يطالب بحقه. لكن اليوم، اختلف المشهد، وباتت المطالب تتحقق بالحوار والإرادة السياسية الصادقة، وأصبح العامل شريكًا في بناء الاقتصاد، لا مجرد ترس في آلة العمل القاسية.

 

حين أخذ فخامة رئيس الجمهورية، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، الكلمة، كان صوته هادئًا لكنه يحمل من القوة بقدر ما يحمل من التقدير. أعرب عن سعادته بوجوده بين عمال الميناء الذين يشكلون دعامة اقتصادية لا غنى عنها، مشددًا على أن ضمان حقوق العمال هو جزء أساسي من مسار التنمية العادلة التي يسعى لتحقيقها.

 

أكد الرئيس أن الترسيم لم يكن مجرد قرار إداري، بل خطوة نحو مستقبل أكثر استقرارًا وإنصافًا، مضيفًا أن تحسين ظروف العمل وتحقيق المزيد من المكتسبات يظل ضمن أولويات الدولة، التي تسير بخطى منتظمة نحو تحقيق تنمية تعود بالنفع على جميع المواطنين.

 

وفي ختام حديثه، وجه رئيس الجمهورية شكره لإدارة الميناء، كما أثنى على العمال أنفسهم، مؤكدًا أن تفانيهم في العمل هو الذي يحرك عجلة الاقتصاد، وأن الدولة لن تدخر جهدًا في دعمهم وتحسين ظروفهم.

 

لقد كانت هذه الأمسية درسًا في الحكم الرشيد، حيث لا تُبنى الثقة بين الدولة والمواطنين بالشعارات، بل بالقرارات التي تلامس حياتهم اليومية وتمنحهم الأمان والكرامة.

شاهد أيضاً

معالي وزيرة التربية وإصلاح النظام التعليمي تستقبل بمكتبها سعادة السفير الألماني

استقبلت معالي وزيرة التربية وإصلاح النظام التعليمي، د. هدى باباه، اليوم الثلاثاء، بمكتبها، السفير الألماني، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *