#صحيح ما صرح به وزير الداخلية …لكن
صحيح أن موريتانيا منحت مالي شريان حياة للصادرات والورادات والمحروقات وأبقت الحدود مفتوحة للثلة الانقلابية بعد أن أغلقت كل منافذ مالي عبر الإيكواس.
وأبقت على الوضع المميز للمئات الآلاف من المواطنين الماليين في موريتانيا ؛ ورفضت مرارا تقسيم الأراضي المالية وخدم جيشها أمن مالي من خلال G5وفتحت كلياتها الحربية لتكوين نخب عسكرية مالية ؛ وغير ذلك من الخدمات الاستراتيجية والتكتيكية.
لكن صانع القرار الموريتاني لم يوظف كل ذلك توظيفا مناسبا في خلق مصالح استراتيجية لموريتانيا بإلزام الانقلابيين باتفاقيات مناسبة تعزز المصالح الموريتانية ؛ فقرأت باماكو ذلك قراءة خاطئة.
الآن لامعنى للبكاء على الحليب المسكوب ؛ ولابد من إعادة بناء ردع استراتيجي عسكري وأمني وسياسي واقتصادي في وجه حلف سيء النيات اتجاه موريتانيا ؛ ليست باماكو آلا مخلب فأر فيه.
إن الاستمرار في تقديم نفس التسهيلات لباماكو لا معنى له ؛ والتلويح بكل البطاقات النعمة والخشنة في وجهها ضرورة استراتيجية.
وكذلك تحذير الدول التي تربطنا بها علاقات من أي نوع من دعم السياسات المالية المستفزة لبلدنا.
الملفات الاستراتيجية لا تحل بلغة المجاملات والحلول المؤقتة .
ندرك أن الرئيس ولد الغزواني بين خيارين هما
1 إدارة الأزمة مع مالي حتى تنقضي مأموريته الثانية ؛ دون حل حاسم لها؛ وهذا يندرج تحت عنوان أمن النظام أولا.
وهو أسلوب درج عليه رؤساء موريتانيا السابقين؛ وعادة يراكم الأزمات لتكون تكلفة حلها أضخم
2 إدارة الأزمة بالدفع نحو حلها جذريا لتحقيق أمن الوطن وأمن النظام معا ؛ وهو أمر ممكن في عهده ؛ ففي يده من خيوط الاستراتيجية ما يمكنه من تحقيق ذلك ؛ وليحقق أمنيته في ترك بصمة مختلفة في مسيرة بناء الوطن وحماية مكتسابته.
ومن الخطوات التي تخدم ذلك الإعلان عن عرض لإنجاز دراسة تحصين حدود موريتانيا مع مالي ؛ بحيث تحدد وتعرض 6مقاطع لذلك ؛ يمثل كل مقطع طول الحدود بين كل من ولاياتنا الست المتماسة مع الحدود المالية ؛ واعتماد خطة لزراعة الأعلاف تغني ثروتنا الحيوانية عن الدخول إلى مالي للانتجاع ؛ وخطوات أخرى تتلاحق حسب خطة استراتيجية شاملة.
أما ملف الهجرة المالية الفوضى الديموغرافية في بلدنا بسببها وملف اللاجئين المالين فلابد أن يكون في مقدمة بطاقات الضغط على الثلة المراهقة في باماكو.
وستكون مضاعفة ميزانية الدفاع والأمن 10مرات أولوية وطنية
فلاسلام للضعفاء وإنما الردع النوعي هو مايفرض السلام
مركز دعم صناعة القرار الوطني
بقلم: الرئيس عبد الله ولدبونا
5مايو 2024