شهادة في حق رجل يستحق البروفيسور عبد الله ولد وديه/بقلم عبدالله ولد محمد

#تدوينات /شهادة في حق رجل يستحق: البروفيسور عبد الله ولد وديه، / بقلم عبد الله محمد

 

الحمد لله الذي جعل للعلماء منزلةً رفيعة، ولأصحاب الرسالات أدوارًا خالدة في خدمة الأوطان والإنسانية.

وبعد…

 

في زمن قلّت فيه النماذج التي تجمع بين المعرفة العميقة والإدارة الحكيمة، يبرز البروفيسور عبد الله ولد وديه كأحد أولئك القلائل الذين سطّروا في مسيرتهم مثالًا يُحتذى في الجمع بين الجدارة الأكاديمية والمهنية، والقيادة الأخلاقية والمؤسسية.

 

:

 

من مقاعد الدراسة في “انوفقا” حيث حصل على شهادة البكالوريا، إلى أعلى درجات التخصص في الطب، مرّ البروفيسور عبد الله بمسيرة علمية مشرّفة نال فيها الدكتوراه بتقدير “جد مشرف”، وتخصّص حتى غدا من أبرز المرجعيات في مجاله، ليس فقط على المستوى الوطني، بل إقليميًا أيضًا.

 

لكنه لم يكتفِ بالعلم النظري، بل انخرط في واقع الصحة العمومية، فأدار المرافق الطبية الكبرى، واحتكّ مباشرة بمعاناة المرضى، ووقف على التحديات عن قرب، فامتزج علمه بخبرته الميدانية.

 

كمحاضر بكلية الطب، كان أكثر من مجرد أستاذ؛ كان مرشدًا ومؤطرًا وأبًا علميًا لعشرات الأطباء الذين حملوا رسالته، ومضوا على نهجه. أرسى قواعد العمل الطبي النزيه، وغرس في طلبته قيم الانضباط والمسؤولية والرحمة.

 

وحين تولّى رئاسة مصلحة طب الأطفال، ثم إدارة المستشفى، كان النموذج في الحزم والرأفة، والفعالية والشفافية، فحوّل المرفق إلى نموذج في الرعاية الطبية المتكاملة.

 

بتزكية من القيادة الوطنية ممثلةً بفخامة رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني، أُوكلت إليه أمانة وزارة الصحة، فلم تكن التزكية مجاملة، بل اعترافًا بكفاءة رجل يُدرك عمق التحديات ويملك مفاتيح الحل.

 

تولّى الوزارة في مرحلة مفصلية، فبدأ بإصلاحات جريئة ومسؤولة:

 

أطلق خطة استراتيجية للنهوض بالقطاع الصحي، ووجّه بوصلة الجهود نحو بناء نظام صحي قوي وعادل.

 

فعّل برامج التلقيح الوطني والتوعية الصحية، بإدارة علمية دقيقة.

 

فتح باب التكوين المستمر أمام كوادر الصحة، مؤمنًا بأن تأهيل الإنسان هو البداية لكل إصلاح.

 

أنشأ خلية إعلامية صحية متخصصة لمحاربة الشائعات وتوجيه الرأي العام بالمعلومة الدقيقة.

 

واجه بصرامة آفة الفساد، وأعاد الانضباط الإداري والمهني إلى مرافق الوزارة.

 

وضع حداً لظاهرة الدخلاء على المهن الصحية، حمايةً للمرضى وصونًا لشرف المهنة.

 

أرسى نظام رقابة فعّال يُلزم الموظفين بالحضور والالتزام في أماكن العمل.

 

إن البروفيسور عبد الله ولد وديه، رجل دولة بمعنى الكلمة؛ جمع بين أمانة المهنة وصدق الأداء، بين وضوح الرؤية وقوة التنفيذ. هو الوزير الذي لم يأتِ للوجاهة، بل جاء ليؤدي رسالة، ويغادر وقد ترك الأثر الطيب والنظام القويم.

 

فتحية تقدير لهذا الرجل الصادق،

وتحية وفاء لأستاذٍ لم ينقطع عن التعليم حتى وهو في أعلى منصب،

وتحية احترام لوزيرٍ جعل من الصحة أولوية وطن، لا مجرد إدارة.

 

وجزاه الله عنّا وعن موريتانيا خير الجزاء.

 

“وما شهدنا إلا بما علمنا، والله خير الشاهدين.”

عبد الله محمد

شاهد أيضاً

موريتانيا بين وضوح الرؤية وفعالية الأداء/معالي الوزير سيدنا أحمد أعل

موريتانيا بين وضوح الرؤية وفعالية الأداء قراءة في حصيلة العام الأول من المأمورية الثانية   …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *