بأي شيء تمكن ولد الطايع من حكم موريتانيا 21 سنة، وهو الضعيف بدنيا كثير العلل والأمراض، لايكاد يبين، ليس بفصيح في الحسانية وجاهل في الخطابة بالعربية، وليس بالسياسي المحنك الداهية، وهذا حسب شهادات متراكمة عن الرجل، وكان انطوائيا غير اجتماعي، وظل مدة من الزمن منقطعا عن المجتمع البيظاني، ليس فيه مزية إلا الشجاعة وعدم الرغبة الشخصية في المال، كما أخبرني أحد الشيوخ الحكماء، وزير ودبلوماسي سابق. اطال الله عمره بالصحة والعافية
لو أخذناها بمقاييس قوة الشخصية والشجاعة والكاريزما، لكان محمد خونا ولد هيدالة أولى بالحكم عشرين سنة من ولد الطايع، وقد قرأت في مذكرات محمد خونا أنه لم يتصور أن ولد الطايع الضعيف الهش يقوم بانقلاب، وأنه استدعاه قبل الانقلاب بفترة وقال له جاءتني أخبار بأنك تريد الانقلاب فقال ولد الطايع بنبرة حزن واستعطاف، السيد الرئيس لاتصدق بي الوشايات ولاتشمت بي الأعداء
الحقيقة أن ولد الطايع رجل محظوظ جدا، محظوظ دنيويا بشكل مثير للانتباه، طريقة وضوله للسلطة، استمراره فيها لمدة عشرين سنة، وحتى في الانقلاب عليه، هو محظوظ، جميع رؤساء موريتانيا الذين انقلب عليهم، عانوا من السجن والتضييق والإذلال إلا هذا الرجل، وهو أمر كثيرا ما استغربته، لعل له سريرة مع الله أو لعلها دعوة صالحة أو لعله استدراج أو لعلها الأقدار والأرزاق المكتوبة في الأزل، والخلاصة بغض النظر عن تقييم فترته السياسية الكارثية، هذا الرجل في حياته المهنية، محظوظ جدا جدا فتبارك الله والأمر لله
✍🏻 *محمد سالم زين*