المرأة البظانية شريكا اساسيا فى مختلف مناحي الحياة الأستاذ البراء ولد محمدن

تُعتبر المرأة البظانية شريكاً أساسياً في مختلف مناحي الحياة، ولها دور مركزي في الحياة الأسرية والاجتماعية. إلا أن ثمة انتقادات تطال بعض السلوكيات الاجتماعية السائدة التي يُزعم أنها تساهم في ضغوط اقتصادية تؤدي أحياناً إلى تجاوزات في إدارة المال العام. من بين هذه الانتقادات، يُشار إلى أن المرأة الموريتانية قد تساهم بشكل غير مباشر في ما يُعتبر فساداً مالياً، وذلك من خلال الضغط الاجتماعي لإجبار الرجال على تحمل تكاليف مالية باهظة وغير ضرورية.

 

من المعروف أن المجتمع الموريتاني يتميز بعادات اجتماعية قوية تتعلق بالإنفاق والمظاهر.

ففي العديد من المناسبات الاجتماعية، مثل حفلات الزواج والمناسبات العائلية الأخرى، يكون هناك توقعات من المرأة ومن المجتمع بضرورة تنظيم احتفالات باهظة ومكلفة. في هذه السياقات، يتحمل الرجل العبء الأكبر في تأمين الأموال لتلبية تلك التوقعات، حتى وإن كانت تلك المصاريف لا تسهم في تحسين مستوى المعيشة الفعلي للأسرة.

 

التفاخر والتباهي أمام الآخرين يعتبران من أبرز السمات التي تحكم بعض العادات الاجتماعية في موريتانيا، حيث يُنظر إلى إقامة حفلات ضخمة أو شراء هدايا فاخرة كدليل على النجاح الاجتماعي والاقتصادي. وفي كثير من الأحيان، يُضطر الرجال إلى الالتزام بهذه المعايير الاجتماعية التي تفرضها التوقعات، حتى وإن كان ذلك على حساب الموارد المالية المتاحة أو الالتجاء إلى مصادر غير مشروعة لتأمين تلك التكاليف.

 

في ظل هذه الضغوط الاجتماعية، قد يجد بعض الرجال الذين يتولون مناصب في القطاع العام أنفسهم تحت إغراءات استخدام المال العام لتغطية تلك الأعباء المالية، وعلى الرغم من أن الفساد المالي لا يُبرر بأي شكل من الأشكال، إلا أن الظروف الاجتماعية والضغوط المتعلقة بالمظاهر قد تدفع بعض المسؤولين إلى تجاوز الحدود القانونية بحثاً عن المال لتلبية تلك التوقعات الاجتماعية.

 

لا تقتصر تأثيرات هذه العادات على الأفراد فقط، بل تمتد لتؤثر على التنمية الاقتصادية بشكل عام.

فالإفراط في الإنفاق على الكماليات والتظاهر الاجتماعي يسهم في إضعاف الاقتصاد الأسري ويفرض تحديات إضافية على الأفراد في تأمين احتياجاتهم الأساسية. ومن جهة أخرى، يؤدي تسرب المال العام إلى الإضرار بمشاريع التنمية ويحول دون تنفيذ سياسات فعّالة تهدف إلى تحسين مستوى معيشة المواطنين.

 

مع تزايد الوعي الاجتماعي والاقتصادي، تبرز دعوات لتغيير تلك العادات الاجتماعية التي تُرهق الرجال اقتصاديًا وتساهم بشكل غير مباشر في تعزيز ثقافة الفساد. تكمن أهمية هذه الدعوات في إعادة توجيه القيم الاجتماعية نحو مزيد من الاعتدال في الإنفاق وتقدير الكفاءة الاقتصادية على حساب المظاهر الاجتماعية الزائفة.

 

كما يتطلب إصلاح هذه الأوضاع تعزيز التعليم والتوعية الاقتصادية لكلا الجنسين، بهدف بناء مجتمع أكثر مسؤولية وإدراكًا لأهمية التصرف الرشيد في الموارد المالية، سواء كانت خاصة أو عامة.

 

إن مسألة تأثير المرأة البظانية في دفع الرجال إلى تحمل أعباء مالية غير ضرورية ليست مجرد ظاهرة ثقافية، بل تمثل تحديًا له أبعاده الاقتصادية والاجتماعية وحتى الأخلاقية، ومع أن التقاليد الاجتماعية تلعب دورًا في تشكيل هذه الضغوط، إلا أن الحاجة ماسة إلى إعادة النظر في هذه العادات بشكل جماعي.

على المجتمع الموريتاني أن يسعى إلى ترسيخ قيم جديدة تعزز من المسؤولية المالية، وتحارب الفساد من جذوره، بما يعود بالنفع على الأفراد والمجتمع والدولة بشكل عام.

شاهد أيضاً

فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني يوجه رسالة تهنئة لفخامة رئيس الأمريكي بمناسبة أدائه اليمن الدستورية

وجّه فخامة رئيس الجمهورية، رئيس الاتحاد الإفريقي، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، رسالة تهنئة لفخامة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *