تمر غدا الذكرى الرابعة لرحيل السياسي محمد المصطفى ولد بدر الدين، وكما هي الحال مع العظماء، يظل الجدل حول سيرتهم حاضرًا في حياتهم وبعد مماتهم. لقد عاش بدر الدين مفكرًا وسياسيًا في آن واحد، وهذه كانت ورطته؛ فالمفكرون غالبًا ما يظلّون بمنأى عن دفع الأثمان الباهظة لأفكارهم ما لم يدخلوا ساحة السياسة. إلا أن بدر الدين اختار هذا الطريق، ودفع ثمنًا باهظًا، تمثل في اعتقالات متتالية نالت من قوته الجسدية، لكنها لم تضعف عزيمته. بقي ثابتًا على مبادئه، ينطق بأفكاره بحرية حتى آخر لحظات حياته، غير مبالٍ بما قد يواجهه من خوف أو تهديد.
كان بدر الدين، رحمه الله، مدرسة في السياسة، مؤمنًا بأن العمل السياسي هو السبيل نحو التغيير والإصلاح. كان يرى في الحوار وسيلة أساسية للتغيير السياسي، ويدرك أن الحريات لا تُفرض بالقوة، بل تُبنى بالتفاهم والإرادة المشتركة. لقد عاش حياته مناضلًا صادقًا، مدافعًا عن قناعاته، ومؤمنًا بأن الكلمة الصادقة أقوى من أي سلاح.
لي عودة إلى موضوعه في ورقة خاصة رحمه الله.