انطلقت الليلة في مدينة بنشاب فعاليات النسخة العاشرة من مهرجان الصحراء والمحيط، الذي تنظمه الجمعية الموريتانية للتنمية بنشاب والقرى المماثلة، تحت شعار “الزراعة والاكتفاء الغذائي في ظل التنمية المستدامة”. وتأتي هذه النسخة في سياق متجدد لتعزيز أهمية الزراعة والاكتفاء الذاتي كركيزة أساسية لتحقيق الاستدامة الغذائية، وسط تحديات متزايدة تفرضها التغيرات المناخية والتحولات البيئية والاقتصادية.
وقد افتتح فعاليات المهرجان معالي وزير الثقافة والفنون والاتصال والعلاقات مع البرلمان، السيد الحسين ولد مدو، بحضور معالي وزير الزراعة، السيد ممّ ولد بيبات، إلى جانب عدد كبير من الشخصيات البارزة، وممثلين عن السلطات المحلية والجهوية وجمع غفير من الحضور.
وفي كلمته، شدد معالي وزير الثقافة على أهمية الزراعة كوسيلة لتحقيق السيادة الغذائية، واصفًا إياها بأنها “ركيزة أساسية لتحقيق التنمية المستدامة”. وأكد أن غرس ثقافة الزراعة هو هدف سامٍ يسعى إلى تعزيز الاعتماد على الموارد المحلية وتنمية روح الإنتاج الذاتي، خاصة في المناطق الريفية. كما أبدى إعجابه بطبيعة بنشاب الخلابة، حيث تلتقي الصحراء برمالها الذهبية مع المحيط، مشيرًا إلى أن هذه المنطقة تزخر بتراثٍ غني وسكانٍ معروفين بكرمهم وعطائهم.
من جانبها، أعربت السيدة آمنة بنت عبد العزيز ولد أحمد المكي، رئيسة الجمعية المنظمة، عن اعتزازها بتزايد اهتمام الدولة بالزراعة والاكتفاء الذاتي، وأوضحت أن ذلك يحظى بدعم خاص من فخامة رئيس الجمهورية، السيد محمد الشيخ الغزواني، في ظل التغيرات البيئية والتحديات المناخية الراهنة. كما أعربت عن شكرها لوزارتي الثقافة والزراعة، مؤكدةً أن الإرادة المشتركة من هاتين الوزارتين كان لها دور جوهري في تحقيق هذا المهرجان.
وأضافت السيدة آمنة أن دعم وزارة الثقافة لمثل هذه المهرجانات الثقافية يأتي تجسيدًا لتوجيهات رئيس الجمهورية، الذي يسعى إلى تعزيز الدور الثقافي والتراثي في عملية التنمية الوطنية. وأكدت على أهمية هذه الفعاليات في تعزيز الترابط بين أبناء المجتمع، وإبراز دور الثقافة كعامل أساسي لتحقيق التنمية المستدامة والاكتفاء الغذائي.
وقد شهدت فعاليات المهرجان إقبالًا كبيرًا من سكان ولاية إينشيري، مما يعكس حجم الاهتمام بهذا الحدث الثقافي والاقتصادي الذي يهدف إلى إبراز تراث المنطقة، وتعزيز دور الزراعة كوسيلة لتحقيق الاكتفاء الذاتي ضمن إطارٍ تنموي شامل ومستدام.