كلمة في رحيل الفقيد العزيز
القاضي الشاب سيدي محمد سيدي باب
رحمات الله تترى عليه
القاضي د.محمد محمد محمود عمي
ولأن الموت لا يستأذن…. يرحل الطيبون ويصعب تفسير اختيار لحظة الغياب! فترجعك الدهشة إلى استذكار واستحضار كل ما مرَّ بك من ذكريات ذلك الطيب المفارق ….عسى يكون فيها لك سُلُوٌّ عن صدمة الغياب المفاجئ!
بالأمس وقبيل المغرب ، مرت أمام عيني، وأنا أتصفح هاتفي في احدي الصفحات ، صورة لحادث مع بعض التعليقات، لم يخطر ببالي ألا أنها لحادث من الحوادث للأسف البشعة ولا ارتباط لها بشخص تربطني به علاقة خاصة.
لكن الهول والخطب كان عظيما، عندما تبَيَّنَ أن المفارق هو أخ غال وفريد في خصاله ومن النوادر في وصفه ونبله القاضي سيد محمد سيدي باب …شاب من طينة الكبار.
عملت مع المرحوم ما يزيد علي سنوات أربع، فوجدت فيه الاخ النبيل الطيب ، الذي لا يلقاك إلا بالوجه المنير البشوش يعلوه بهاء واستبشار حتى في ذروة الضغط والانشغال ، نزيها شريفا مقبلا على الله مخلصا في عمله.
خبرت الفقيد في ملفات تظهر فيها النزاهة والاستقامة والاستقلالية والتجرد ، فكان بحق مثالا لذلك القاضي المتجرد الذي يصدح بالحق، ولا تمنعه مجاملة أو استعجال عن التأني وإصدار الرأي بروية ،حتى ولو كلفه ذلك بذل المضَاعَفِ من الوقت والجهد.
المرحوم سيدي محمد سيدي باب ، يمثِّل صفاءً وبساطةً وسُمّواً نادرا في أيَّامِ الناس هذه، بل ويظهر لك عندما تجالسه وتحتك به أنه من الذين يأنسون بالناس ويأنس الناس بهم ….. من الذين وعد الله بأن يكونو ا أقرب الناس منه مجلسا يوم القيامة ..من الذين يألفون ويؤلفون، مبتعدا كل البعد عن صفات أبغض الناس إلى الله ،من ذمهم رسول الله صلى الله عليه وسلم …المشائين بالنميمة المفسدين بين الناس بنقل الكذب ونشر الفرقة.
رحم الله عبده سيدي محمد ولد سيدي باب الذي حل ضيفا ببابه وحبل جواره وأنزله مع الذين أنعم الله عليهم من الصديقين والشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقا
عزائي لكافة أفراد أسرة المرحوم وعائلته الكبيرة دوحة المجد والعلم والفضل والصلاح.