كتب الأستاذ الكبير والمؤرخ: اباه ولد عاون
انتقل إلى جوار ربه صديقنا المرحوم بإذن الله تعالى احمد ولد محمد ولد اكي عن عمر ناهز 77 سنة كانت كلها عطاء ربطتني بالمرحوم صداقة من نوع خاص ونحن حينها صبية، في حي اتاكلالت.
توطدت هذه العلاقة على مر الزمن وعززتها وشائج القربي والمودة التي نسجها الزمن بين الأسرتين، رغم فارق السن الخفيف كان المرحوم يكن لي الكثير من المودة والاحترام.
وفي مرحلة من عمرنا آلت بنا الأحوال إلى مجالات أخرى تهم الهم العام، في سنة 1978 وبعد تشكلة مجلس الحل والعقد؛ الذي عين عضوا فيه، أصر المرحوم على شراء سيارة للمجموعة وكانت وقتها في أمس الحاجة إليها.
تصدى المرحوم لمعارضي شراء السيارة وأشرف على شرائها بالفعل، حتى أتى بها على أربع عجلات، وفي سنة 1979 شكل أول مجلس للشباب الذي ترأسه، لم يكن نشاط الشباب مجرد شعار يقال واجتماعات تشفع بمحاضر بل كان كله عملا ميدانيا لامس جميع جوانب حياة القرية.
في العام الموالي اشترى المرحوم سيارة ثانية بدعم من المجلس من نوع داتسون فساهمت سيارات اتاكلالت في حل مشاكل النقل بين انواكشوط واتاكلالت واستفادت كل الأحياء الموجودة على الخط من خدمات هذه السيارات التي لولاها لرحلت عن أما كنها الاصلية في يونيو 1980 قاد المرحوم حملة شق طريق اتاكلالت ــ “زيرت المغلك” ــ في أيام الصيف الحارة، كان الشباب يقوم بهذا العمل بالسواعد وكان احمد رحمه الله دوما في المقدمة.
لقد اقتبس الرجل من خبرة الجيل الأول “جيل التأسيس” الذي عمل معه، لكنه كان رائد الجيل الثاني كان همه الوحيد هو خدمة المجتمع وحل مشاكله، لقد جسد الرجل طموحه بأمانة وصدق وإخلاص بعد عشرية الشباب وفترة مجلس الحل والعقد الأولى………………….الخ
استغل المرحوم رئاسة الحزب الجمهوري ونائب عمدة اتاكلالت لإنجاز مشاريع أخرى كانت شغله الشاغل فنظرا لنسبة التمدرس العالية في القرية طرح احمد فكرة افتتاح اعدادية في اتاكلالت لتثبيت السكان والحد من الهجرة فلاقى ما لا قى في سبيل انجاز هذا المشروع الذي تحقق أخيرا، فكانت اتاكلالت أول بلدية ريفية في مقاطعة المذرذرة تفتح فيها اعدادية كاملة الطاقم التربوي بعد زيارة معاوية للمذرذرة سنة 1999 طرح تشييد طريق “المذرذرة – ركيز” فكان البعض يريد مرورها جنوبا لكن احمد كان مصرا على أن تمر باتاكلالت ولهذا الغرض جمع توقيعات أربع بلديات موجودة على الخط وبيها آبار ارتوازية، فكانت الغلبة له نظرا لقصر الطريق وعدد القرى بين المذرذرة واركيز، فما بالك بالماء الذي هو عصب الحياة الذي سخر أيامه الحارة ولياليه المظلمة لتوفيره للساكنة.
لقد إستطردت القليل من الكثير لقد تربى المرحوم على شيم اجداده البررة أبناء الكوري ولد احمذو وجده القائد محمذن ولد بزيد.
نعم تموت الرجال ويخلد التاريخ مآثرهم فصديقي احمد من هذا الطراز رحم الله أخانا وصديقنا الحميم أحمد ولد محمد ولد اكي وبارك في ذويه وإخوته.