تكفير الصوفية غلو في الدين العلامة الحاج بن محمد المشري

🔴تكفير الصوفية غلو في الدين..

 

بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم المرسلين وإمام المتقين , وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الين .

أما بعد :

فإلى صاحب الفضيلة السيد/

رئيس الجمعية الثقافية الإسلامية .

أعاننا الله وإياكم على رعاية ودائعه وحفظ ما أودعنا من شرائعه .

السلام عليكم ورحمة الله .

من الموجب أنا كنا استبشرنا بجمعيتكم منذ سمعنا اسمها وأسماء بعض أعضائها ; ورجونا أن تكون صوتا سياسيا إسلاميا تسمعه الحكومة رغم ضجيج الشيوعيين والعلمانيين , ويكون له تأثيره في توجيهها …

وفعلا وفقتم لبعض الخطى الصالحة فلله الحمد ، ومن حقكم علينا في ذلك الشكر والدعاء والتأييد…

نعم ، لم ننضم إليكم بالكلية ومن عذرنا – في ذلك – أننا مع اتفاقنا في الهدف نختلف معكم بعض الخلاف في اختيار الوسائل … وتعاوننا يحتاج إلى تشاور هادف ، وعمل حكيم ، مع أننا نظن أنكم سبقتكم جماعات للعمل الإسلامي في هذا الوطن ، وكان من الأفضل أن تتصلوا بها ، ولا مانع من أن يكون الاعتراف متبادلا . ثم إننا نرى من ناحية أخرى فسادا في الزمن يوجب بعض التحفظ والتأني والخير فيما اختار الله …

وأدوار العاملين في حقل الدعوة متكاملة ، وقد تفترق مصادر الجهود وتلتقي عندما توتي أكلها وتكون النتيجة في النهاية لصالح الإسلام بعون الله وتوفيقه …

تلكم خواطر كنت أود أن تكون موضوع لقاءات ومراسلات بيننا اهتماما بأمر المسلمين واعتناء بالأهم . أما الآن فإني- عملا بالتبين المأمور به – أستفسر عن نقطة ثانية -قد تبدو ثانوية لكن التفاهم فيها يؤدي إلى الأهم إن شاء الله .

فقد بلغنا أن بعض المنتسبين لجمعيتكم يزعم أن شيخ الإسلام الشيخ إبراهيم نياس وتلاميذه يقولون بوحدة الوجود وأن ابن تيمية كفَّر القائلين بها وقال إنهم شر من اليهود والنصارى …

ولا تخفى نتيجة المقدمتين المزعومتين كما لا يخفى ما في التكفير …

وقد خاف أئمة السنة من تكفير أصحاب البدع والأهواء المتأولين .

وكتاب “الشفاء” متداول ومعتمد وقد نقل فيه القاضي عياض :”أن أكثر قول الإمام الأشعري عدم التكفير، وأن الكفر خصلة واحدة وهو الجهل بوجود الباري تعالى “.

وذكر فيه تحرز غير واحد من المحققين،لأن استباحة دماء المصلين الموحدين خطر . والخطأ في ترك ألف كافر أهون من الخطإ في سفك محجمة من دم مسلم واحد …

ونقل عن سحنون عن جميع أصحاب مالك إجزاء الصلاة خلفهم …

والاتجاه نحو مقابل هذه النصوص فيه خطر عظيم ، إذ ما من فرقة إلاوقد قيل بتبديعها مع دعواها أنها الفرقة الناجية .

وهذا العصر فيه من الفتن ما لا يحتاج إلى مدد ، والطعن في العقيدة شرما يعامل به إنسان . وأي معنى للحياة إلا بالإيمان ؟

ألا إن قذف المسلمين بلا حساب أعظم مؤجج للفتن … والفتنة أشد من القتل .

ومن واجب علماء بلادنا وزعمائها أن يكونوا كالبنيان المرصوص ليسدوا ذلك الباب ، ويحفظ الله بهم البلاد من الهرج ، كما أنه من واجب من يتصدر و يتصدى للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أن يراعي ما أمكن من شروط وآداب الحسبة ، ويستفيد من التجارب فيتعلم مثلا أن إنكار المختلف فيه – إذا جاز- قلما يكون حكيما ، وأن أغلبية ذنوب العوام يمكن أن ترد ببساطة إلى أشخاصهم ، وتعالج دون إحداث ضجة .

فلا ينبغي أن نتهم جماعة بأسرها إلا لضرورة ، ومن المعروف أنه قد ينتسب إلى القوم من لا يمثلهم بل من ليس منهم :

وليس يعدم في الأعراج غص به فج الفـلا ,عرج في البعض أو حرد إن يأت منتسب – ينمى إليــــــه – بمـا يخالف الشــــرع عق الـــوالد الـولـد

فالشيخ بعدما نصح وزجر وحذر وأمر ليس مسؤولا عن أفعال المخالفين لنهجه .

وكل جماعة ناجحة لابد أن يتسلل إلى صفوفها الأدعياء…

مع أنكم بالنظر إلى الأفراد سترون – إن شاء الله – أن الغالب في تلاميذ الشيخ الاستقامة والصلاح بإذن الله .

وإن وجدت أسس صحيحة للتعاون ونوايا صادقة ، فستجدون – في انواكشوط – ممثلين للشيخ فهموا دعوته ، وسلكوا طريقته ، وورثوا حكمته .. ولن تكونوا أحرص منهم على خدمة الدين، وجمع كلمة المسلمين ، ولن تحتاجوا إلى معارضتهم .

وقد شهد التاريخ فتنا شغلت المتصوفة والمتفقهين يمكن تجنبها في بلادنا التي رفع الصوفية فيها راية العلم واهتم الفقهاء بآداب السلوك .

وفي دعوة الشيخ إبراهيم – ذاتها – ما يعين على توحيد الآراء ، واجتماع الشمل في الله تبارك وتعالى . ففيها ما يرضي الصوفية والفقهاء والدعاة والمجاهدين على حد سواء .

 

لذلك فقد أنصف أكثر علمائنا في شأنه وزكوه وأثنوا عليه ، حتى اتبعه بعضهم ، وخالفه آخرون – لعدم اطلاعهم على حاله أو لأنهم لم ينالوا سعيه -وليس مثل ذلك جديدا في تاريخ العــلماء .

ولا داعي للتذكير بدور الأئمة المقتدى بهم هنا ، وهم يعلمون مسؤولية الكلمة ، وإن الرجل يقول الكلمة لا يلقي لها بالا فيترتب عليها كثير.

ومن لم يحترم سلف الأمة وفضلاءها فقد يسلط الله عليه من لا يحترمه كما قيل:

إذا أنت لم تعرف لذي السن فضله عليك فلا تنكر عقوق الأصاغر

 

ونرجو ممن أشيع عليه ما يفرق المسلمين أن يعتذر كما فعل الإمام العلامة بداه بن البوصيري في رسالته إلينا .

وإذا كانت جمعيتكم تترشح لجمع كلمة المسلمين ، فلن يتأتى لها ذلك إلا إذا احترمت وخدمت الجميع وابتعدت عن الطائفية .

ولامناص لها من الاعتراف بالواقع ولو لتستغله , فالموريتانيون- إلا من شذ- مالكيون أشعريون صوفيون وفيهم مشايخ متبعون يجب أن يحترموا ولو فقدوا موجبات التعظيم .

وهذا مطلوب في حق كل إمام …

أما شيخ الإسلام الشيخ إبراهيم ، فإننا نتوقع منكم – وأنتم لا تجهلون بعض دوره – أن تقدروه تقديرا أخص .

ولا يمكن لجمعية ثقافية إسلامية أن تقبل موقفا سلبيا من إمام بث الثقافة الإسلامية ، وحطم الوثنية في غابات إفريقيا الاستوائية ، وصارع الكنيسة حتى في العاصمة الأمريكية ، وزاد الإيمان بالتعليم والتزكية ، لا ينبغي أن يكون جزاؤه مجرد نفي التهم فكيف بإثباتها :

 

ما كان من شيم الأبرار أن يسموا بالفسق شيخا على الخيرات قد جبلا

لا لا ولكن إذا ما أبصروا خـــــللا كسوه من حــسن تأويـــلاتـهم حــــللا

أما الذين يكفرون المسلمين ، ويوجهون إلينا سهام ابن تيمية الطائشة ، فننصحهم – ونرجو أن تنصحوا من تجدون منهم – بالحذر من الغلو في الدين كما قال الله تعالى ( يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلا الْحَقَّ ) وقد استدل بها الإمام البخاري في صحيحه في باب ما يكره من التعمق والتنازع .

وكما بين رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما صححه الحاكم و ابن خزيمة وابن حبان وأخرجه النسائي وابن ماجه عن حبر الأمة ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فذكر حديثا ختمه بقوله :”وإياكم والغلو في الدين فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو في الدين” .

وليعلموا أن كل قول يؤخذ منه ويترك إلا كلام المعصوم، صلى الله عليه وسلم .

وابن تيمية شذ عن جمهور المسلمين في مسائل ، عد منها العلامة ابن رجب الحنبلي نحو الثلاثين – كما في جلاء العينين للألوسي – ولم يعتمد فيها على نص قطعي الدلالة ، وإنما تاه في إطلاقات وعمومات اطلع أئمة ثقات على ما يخصصها ويقيدها .

وقد وقفت على مواضع من فتاويه تحامل فيها على رجال سابقين – كالعارف بالله ابن عربي و محب رسول الله صلى الله عليه وسلم ابن الفارض رحمهما الله وأعلام غيرهما – واتهمهم بنفي وجود الخالق ، وإبطال الشرائع ، وتحليل اللواط ، وكفَّرهم بألفاظ محتملة تواتر بجانبها ما يثبت استقامتهم ورسوخهم في الدين . وقد قال الله تعالى ( لَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُبِينٌ) وروى النيسابوري في سبب نزولها أن أبا أيوب الأنصاري قالت له امرأته أتسمع ما يقول الناس في عائشة ( تعني الإفك ) قال : نعم وذلك الكذب . أكنت فاعلة ذلك يا أم أيوب ؟ قالت : لا والله ما كنت لأفعله . قال : فعائشة – والله – خير منك .

فكيف نتهم كبار السلف بأقوال وأفعال وأحوال لا نتصور صدورها منا ، ولا من فساق زمننا ؟ وكيف نقذف من يقول لا إله إلا الله بمثل هذه الدواهي ؟ وهل تخطئة قليل من آراء ابن تيمية أولى أم تضليل تسعة أعشار الأمة المحمدية ؟

وإذا كان بعض المشايخ روي عنهم ما يلزم منه محظور ، فإن لازم المذهب ليس مذهبا على المشهور . وعدم اعتبار هذه القاعدة مما أدى إلى اتهام ابن تيمية و أتباعه بالتجسيم وجهل مقام الرسول صلى الله عليه وسلم ، واتهام ابن عربي وجماعته بالإباحية والحلول ، واتهام سائر الطوائف الإسلامية بفظائع أخرى .

ولعل ابن القيم استحضر هذا المعنى حين دافع عن نفسه قائلا :

فإن كان تجسيما ثبوت صفاته لديكم فإني اليوم عبد مجسم

لكنه غفل عنه لما هاجم الفرق الأخرى – لاسيما في نونيته – فسمى الأشاعرة جهمية ورماهم بالتعطيل، وبدعهم بما قالوا في الاستواء من تأويل ، وقال إن لام الأشاعرة كنون بني إسرائيل،… وللخلاف هنا أبواب ، أيسر ما فيها التنابز بالألقاب ، وخير لنا منها أن نقدم درء المفاسد ونتعاون فيما نتفق فيه وننصف فيما نفترق فيه …

 

أما وحدة الوجود – كما صورها ابن تيمية – فإنا لا نعرفها عند أئمتنا الصوفية…

أجل وقفنا على كلام لبعضهم مبني على اصطلاح لهم ، وفيه مشارب لا يرجى – لمن اتبع الهوى – أ ن يسبر غورها لكنها مؤسسة على التنزيه المطلق الذي لا تتصور معه قيود الأجسام ولاتصل إليه الأفهام ولا يدركه الكمل بله العوام .

وإذا كان الفناء – الذي يحلو للبعض أن يعبرعنه بوحدة الوجود – هو نهاية كثير من المتصوفين فإنه من أول مقامات التجانيين ويشاهدون فور الوصول إليه وساطة النبوة بل يتنزلون بواسطة شيخهم حتى يرجعوا إلى المجاز مع شهود قلوبهم للحق كما أشار مريد الشيخ إبراهيم سيدي محمد المشري رضي الله عنهما:

فيجمع بين السكر والصحو والبـــقا مع النفي والإثبات والرق والعتــــــــــق

من القيد والإطلاق في موقف الرضا لدى الجمع ذو جمع وفي الفرق ذو فرق .

ومن قوي لا يغيب عنه شيء من االشريعة في تلك المراحل كلها ، كما وقع للشيخ إبراهيم , ومن غلب عليه الفناء حتى غاب عقله فقد عذره الشرع ، إذ كل تكليف بشرط العقل .

وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الذي قال: ” اللهم أنت عبدي وأنا ربك ” أخطأ من شدة الفرح ، كما في صحيح مسلم عن أنس رضي الله عنه ، ولم يكفره بهذا اللفظ الشنيع اعتبارا للنية …

وعلى كل فموجب الشطح لا يمكن أن يطول عند الصادق في طريقتنا ، ولا بد أن ينقشع عنه غمام آخر حتى تشرق له شمس الشريعة بيضاء نقية .

وإذا التبس أمر بعض المجاذيب لانطماسهم في حضرة الجمع فإن مشرب أصحاب الشيخ – لله الحمد – وراء ذلك وعندهم نور يسيرون به إلى الأمام :

إذا ضل في الذات العلية شيق هداه إلى سر الصفات كمال

فيتذوقون طعم العبادة والعبودية لله ويترقون في طريق آمن مستقيم بعناية شيخهم القائل :

طويت وسهلت الطريق إلى الحق لكل مريد الوصل للحق بالحق

والقائل :

بظاهر الشرع والنور المبين أربـــــــــبي السالكين بلا شك ولا ريب

ويمرون بأحوال ومقامات ومنازل ومعارج و تدليات وتجليات – نسأل الله الكريم أن يرزقنا حظا منها – ” فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ” .

ومن احتج على كامل منهم آنذاك بألفاظ رويت عنه في فناءاته الأولى ، فكأنما يحاسب أحد الوزراء اليوم بكلمة رويت عنه في صباه ، والعبارة هنا تقريبية ، والغائبون عن الميدان قد لا يستوعبون أبعادها وهم معذورون كما يعذر عامي – لا يعرف مبادئ الفيزيا – إن فاتته نظرية النسبية وما يترتب عليها اليوم في دنيا الصناعة والعلم …

على أن من أحسن الظن ، وطالع كتب القوم واتبع أحسن القول ، فلا جرم أن يلاحظ مسلكا حسنا ينجو به من تكفير المسلمين .

وقد عبر من تكلم من الصوفيين بالفناء والجمع والوصول وهي عبارات منتشرة – حتى في رسائل ابن تيمية وله فيها دعاو- فعلى المولعين بكلامه ألا يقفوا عند المجلد الأول والثاني من فتاويه وما ابتدع فيها من استنباطات عن توحيد الألوهية والربوبية ، وليراجعوا كلامه المؤيد للتصوف في سائر كتبه – خصوصا في المجلد العاشر والحادي عشر من فتاويه – و ليقرأوا كتب تلميذه ابن القيم خصوصا مدارج السالكين . وليقرأوا كتب خصومه المعاصرين له كالإمام المجتهد تقي الدين السبكي ، والعلامة العارف بالله ابن عطاء الله ، وسائر علماء الإسلام . فهم ألوف قبل هؤلاء وبعدهم . فليقرأوا لهم حتى يصلوا إلى كتب الشيخ إبراهيم ، و يقرأوها كما قيل في حساد علامة قطرنا محمد اليدالي :

نبئت ذم الولي العالم الصوفي ينتابه كل مجرور و مـعطوف

هلا حكيتم بديل الهجو سيرته وبذل مجهوده في كل معروف

هلا جعلتم مكان هجو سيدكم أن تـقرأوا ما له من التــــــآليف

تقرأونها لا على نهج أهل الظلم والتشدد الذين يقسون على المؤمنين , ويحرمونهم من حقوق المسلمين , ويطلبون منهم أحوال المعصومين , كأنما اختلت عندهم كل الموازين , يتبعون العورات , ويفرحون بالعثرات , وينقبون عن الزلات :

إن يسمعوا ريبة طاروا بها فرحا عني وما سمعوا من صالح دفنوا

مع أن في الكتاب والسنة تحذيرا من ذلك .

وتكفي آداب سورة الحجرات .

وقد أخرج ابن ماجه في ” باب الحكمة ” والإمام أحمد من مسند أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :” مثل الذي يجلس يسمع الحكمة ثم لا يتحدث عن صاحبه إلا بشر ما يسمع كمثل رجل أتى راعيا فقال يا راعي اجزرني شاة من غنمك قال اذهب فخذ بأذن خيرها فذهب فأخذ بأذن كلب الغنم ..”

فإنا نرجو منكم قراءة إنصاف وتبصر وتثبت .

 

ولعلكم ستلاحظون أن الشيخ عزيت له مسائل دوره فيها أنه رواها عن أئمة معروفين مثل الشيخ محمد اليدالي والشيخ سيد المختار الكنتي وقبلهما الشيخ عبد القادر الجيلاني والشيخ أبو الحسن الشاذلي وأئمة السلف كشيخ الطائفة الجنيد والسراج الطوسي والإمام القشيري – رضي الله عن الجميع – … وكل ما قالوا له أصل في الكتاب والسنة أو هو – على الأقل – فهم أوتيه رجل مسلم لا يصطدم بأصل من أصول الشريعة …

ثم إن من أراد الاعتراض على فكرة فالأولى له أن يرجع إلى أصولها ويعزوها لمصادرها ولا ينتزعها من إطارها ….

فكم من كلمة ما أشكلت إلا لأنها ترك من كلام قائلها ما يتعلق بها ، أو خفي جانب من شخصية أو اتجاه صاحبها .

ولسنا في مقام وضع المناهج لدراسة النصوص ، وإنما نرجو من الطلاب أن يطالعوا ويتوسعوا، فسيعلمون أن الحنفية سمحة , و أن طرق الخير كثيرة للمسلمين ، وأبواب الجنة متعددة وواسعة , ودائرة الإسلام جامعة .

وقد أكرمنا الله بنعمة الإسلام ولن نقبل من أحد – إلى الموت – أن يحرمنا منها .

ولسننا ندعي العصمة ولا نرفض النصيحة ولا التعاون .

وليست محاربتنا سهلة بعون الله , ولا حول ولا قوة إلا بالله.

فمن جاءنا باللين فاللين دأبــنا ومن جاءنا صلبا يجد موقفا صلبا

ومن رام منا أن نصير لباطل فقد رام أمرا مستــحيلا لنا صــعبا

ونعتقد أن بيضة المسلمين يهددها ما هو أدهى وأمر من وجود جماعات تهذب أخلاقها وتسعى لتحصيل مقام الإحسان في مدارس الصوفية….

فالأمر كما قال الشيخ إبراهيم : ” فمن استطاع المقاومة فإن أعداء الإسلام من المغضوب عليهم ومن الضالين ومن الماركسيين اللينينيين والوجوديين والبهائيين والقاديانيين ومن لف لفهم أقول : إن هؤلاء يمثلون في كل مكان في إفريقيا تحديا سافرا. فهل من مدكر” ؟

والسلام عليكم

أخوكم : الحاج بن محمد المشري

معطى مولانا : يوم : 25/ المحرم / 1405هـ.21/10/ 1984م

شاهد أيضاً

وزارة العمل الاجتماعي:معالي الوزيرة تشرف على توقيع اتفاقية للتكفل بالمرضى المعوزين على مستوى مركز الاستطباب الوطني

معالـي الوزيـرة تشـرف علـى توقيـع اتفـاقية للتكفـل بالمرضـى المعـوزيـن علـى مستـوى مركـز الاستطبـاب الوطـني   …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *