لا لتمجيد العنف/بقلم عبد الفتاح ولد اعبيدن/منذ حادثة الاعتداء الغريب الوحشي ضد الصحفي حنفى ولد الدهاه و البعض على صفحات فيس بوك و الواتساب يمجد العنف و يعلن مع بثوث مصاحبة من الموسيقى الصاخبة تضامنه مع المعتدى،و دون حياء أو تردد،و هو ما ينبغى للجهات المعنية أن تتابعه للردع و إيقاف مسلسلات إعلان تمجيد العنف ضد الصحافة!.
و لقد طالما كررنا منذ حصول هذا الحادث الأليم ضد زميلنا أن الصحافة سواءً أخطأت أو أصابت،فمواجهتها عبر الطرق المدنية فحسب،فمن أراد الرد أو التوجه للمرفق القضائي،و ينبغى للدولة عمليا أن تلزم الجميع بهذا المسار،و ما سوى ذلك مرفوض،لكن ما نراه باستمرار هو تعبير البعض بصراحة و وقاحة عن تمجيد ما حصل من عنف ضد الزميل حنفى ولد الدهاه،و تواصل هذه البثوث الممجدة للعنف ضد الصحفيين و السخرية منهم و التحريض عليهم،و إذا لم يمنع و يعاقب بحسم هذا الأسلوب،فلم يعد إذن للصحافة من صلاحيات و لا حرمات،و هذه الفوضى العارمة من تمجيد العنف ضد الصحفيين ينبغى مواجهتها، رسميا و فوريا،عبر جلب بعض هؤلاء مع الجانى إلى ساحة المحاججة و العقاب المستحق.
و إن لزم فينبغى القطع المؤقت للانترنت عن الهواتف المحمولة،حتى يرعوي هؤلاء السفهاء عن تمجيدهم العلني الضمني ضد سائر الصحفيين، الذين يتحدثون عن ملفات بعض المفسدين.
صاحب الفخامة، المعركة ضد الفساد تبدأ من حماية الصحافة،و لن تكشف أي صفقة فاسدة أو مريبة ما لم تحمى أدوات كشف الفساد،و أول هذه الوسائل الوسائل الإعلامية،و لو تجاوز صحفي،فيصان للمتضرر حقه فى الرد أو التوجه للقضاء و تقديم شكواه،و ما سوى ذلك غير أخلاقي و غير مدني و غير قانوني.
و هؤلاء الممجدون للعنف منخرطون علنا فى مشروع حرب أهلية و حرب صريحة ضد الصحفيين،و فى هذا الصدد لابد من محاكمة الممجدين للعنف ضد الزميل بصراحة،و الممجدين للعنف ضد كافة الصحفيين ضمنيا.
صاحب الفخامة/ لقد نجحتم فى التعامل مع الحقل الإعلامي فى المأمورية الأولى،مهما كانت النواقص،خصوصا عدم تطبيق خطة إصلاح الصحافة،التى أمرتم بإعدادها و تسلمتموها رسميا،و مازلنا فى انتظار تنفيذها حرفيا،بعد عدم اعتراضكم على فحواها،و أما مع انطلاق المأمورية الثانية،و مهما تكن المبررات و الدعاوى،فقد بدأ سجن صحفي و مع إقالته،ثم جاءت حالات إقالات أخرى،و اليوم يتم ضرب صحفي كبير حتى أغمي عليه،و ما زال وضعه الصحي غامضا و يحتاج لفحوص معمقة، و ما زال تمجيد ضربه حتى أشرف على الموت يتباهى أصحابه دون منع أو عقاب،هذا المسلسل صاحب الفخامة ينبغى النظر فيه بحكمة و حنكة، قبل فوات الأوان،فنحن موقنون بحرصكم على حرية الصحافة، لكن الصحافة أصبحت فى خطر،فتح لها السجن لأبسط سبب و أقيلت و ضربت فى الصميم،فوجه المؤمن أقدس من الكعبة!،و أصبحت سمعتها مائعة.
و أما إذا تم التغاضى عن تمجيد العنف ضد الصحفيين،فلا قدر الله، قد يحدث ما لا تحمد عقباه،رغم أهمية زيارة الوزير للضحية و توقيف المعتدى تمهيدا لعرضه أمام القضاء.
لكن تمجيد العنف علنا فى وسائل الإعلام و هذا السيل الجارف من إساءات بعض السفهاء ضد الزميل و ضد سائر المشتغلين بالإعلام الحر،يمثل منعطفا جديدا لافتا،للأسف البالغ.
ثمة إجراءات ينبغى أن تكون صريحة و سريعة بصور متنوعة من رد الاعتبار للمهنة الصحفية،و إلا فأن ذلك قد يقرأه بعض أعداء الصحافة بأنه خط أخضر للعبث بما تحصل من مكاسب إعلامية.