نواكشوط تحتضن “أسبوع المغرب في موريتانيا”: نموذج متجدد للتعاون الثنائي برؤية وزارية طموحة
شهدت العاصمة الموريتانية نواكشوط، مساء الخميس، انطلاق فعاليات الدورة الثانية من تظاهرة “أسبوع المغرب في موريتانيا”، التي تنظم تحت شعار: “معًا لبناء شراكة تضامنية”، في أجواء تعكس متانة العلاقات التاريخية وتطلعات البلدين إلى تعاون اقتصادي متجدد ومثمر، يقوده تناغم وزاري فعّال بين موريتانيا والمملكة المغربية.
الفعالية، التي تستمر من 24 حتى 30 أبريل الجاري، تأتي كثمرة جهد دبلوماسي ومؤسساتي مشترك، ضمّ وزارة التجارة والسياحة في موريتانيا، وسفارة المملكة المغربية، إلى جانب عدد من الهيئات الاقتصادية والاستثمارية من الجانبين. ويهدف الحدث إلى إبراز العمق الثقافي للمغرب، والتعريف بمقوماته الاقتصادية، وفتح آفاق الشراكة بين المستثمرين الموريتانيين والمغاربة.
وشكلت كلمة معالي وزيرة التجارة والسياحة الموريتانية، السيدة زينب بنت أحمدناه، محورًا لافتًا في الافتتاح، حيث أكدت أن العلاقات بين نواكشوط والرباط لم تعد مجرّد روابط تاريخية أو ثقافية، بل أصبحت اليوم مشروعًا استراتيجيًا واعدًا للتكامل الإقليمي. وقالت الوزيرة إن المنتدى يشكل منصة مثالية لتطوير المبادلات التجارية، وتعزيز دور القطاع الخاص في الدفع بعجلة التنمية، مشيدة بالدور المحوري لرئيس الجمهورية، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، في خلق بيئة استثمارية جاذبة.
كما أبرزت أن الدورة الأخيرة للجنة العليا المشتركة بين البلدين أنتجت اتفاقيات نوعية في قطاعات حيوية كالسياحة، بما يؤسس لمرحلة جديدة من الشراكة القائمة على التكوين وتبادل التجارب وتشجيع الاستثمار الثنائي.
من جانبه، أكد كاتب الدولة المكلف بالتجارة الخارجية في وزارة الصناعة والتجارة المغربية، السيد عمر أحجيرة، أن المملكة المغربية ترى في هذه التظاهرة فرصة لترسيخ علاقات الشراكة الاقتصادية في قطاعات حيوية، لاسيما الزراعة والصيد البحري والطاقة المتجددة. وأضاف أن المغرب يعوّل على تعزيز الاستثمارات المشتركة مع موريتانيا، مستفيدًا من الثقة المتبادلة والقرب الجغرافي والتكامل بين السوقين.
وأشاد سفير المغرب في نواكشوط، السيد حميد شبار، بخصوصية هذا الأسبوع، ليس فقط كفعالية اقتصادية، بل كحدث ثقافي وإنساني يجمع بين الشعبين، ويؤسس لفضاء تعاون أكثر رسوخًا. بينما دعا رئيس اتحاد أرباب العمل الموريتانيين، السيد زين العابدين ولد الشيخ أحمد، إلى تسريع وتيرة التحول من علاقات تعاون إلى شراكة استراتيجية، تستند إلى المشاريع المشتركة وخلق فرص العمل.
كما تطرّق رئيسا مجلس الأعمال المغربي الموريتاني من الجانبين، حمادي حمادي وعبد العزيز التعارجي، إلى أهمية ربط الصناعات التحويلية واللوجستية في كلا البلدين، وضرورة استغلال الخبرات المغربية في الزراعة والصيد، لتعزيز الأمن الغذائي والإنتاج التصديري لموريتانيا.
يُذكر أن المعرض يضم أجنحة اقتصادية، وصناعية، وطبية، ونسيجية، إلى جانب لقاءات وندوات مهنية واستثمارية. وقد جرى افتتاحه بحضور وزراء موريتانيين، ووالي نواكشوط الغربية، وعمدة تفرغ زينة، وممثلي منظمات دولية، ونخبة من رجال الأعمال من البلدين.
وفي ختام اليوم الأول، بدا واضحًا أن هذا الحدث لم يكن مجرد معرض، بل محطة جديدة تؤسس لمرحلة متقدمة من التعاون الثنائي بين نواكشوط والرباط، بقيادة وزارية واعية لطبيعة المرحلة ومتطلباتها.