مسيرة الميثاق 29 إبريل:
مثلت تسمية ميثاق لحراطين عبقرية في إختيار التعبير الذى يستحقه الحدث ففى العبارتين يتجسد جانب أساسى من التحرر في تاريخ الإسلام فعبارة 🙁 الميثاق ) جاءت في القرآن عدة مرات و في مجملها تعنى :
حسن المعاشرة أو الحفاظ على العهد.
أما لحراطين ( الموالى ) فرغم أنها عرفت منذو العصر الجاهلي عهد الكفر و الطغيان و إستغلال الإنسان لأخيه الإنسان.
إلا أن الإسلام قلبها رأسا على عقب ككل الاختلالات الجاهلية. لأن الإسلام لا فضل فيه إلا بالتقوى.
و أصبح منهم بعض أعظم رجال الأمة الإسلامية : (بلال ،و زيد ، و عمار إبن ياسر ، و أسامة ، وغيرهم من الصحابة الكرام )
و قد عرفت هذه الظاهرة في المجتمع الموريتاني تطورات عبر تاريخ لا يقل عن 1200 ألف و مائتى سنة تاريخ دخول الإسلام لهذه البلاد.
ففى دولة المرابطين 1040 م ، لعبوا دورا كبيرا في نشر الإسلام و تنتسب لهم بعض أشهر القبائل الموريتانية ذات المحاظر و العلماء و الصالحين.
و توجد مجموعات قبلية مهمة داخل المجتمع العربي الصنهاجي الإسلامى( البظان )منحدرين من أصول لحراطين .
و لم يكن اللون يوما مميزا لهذه الشريحة في المجتمع (البظانى)
بل الألوان السوداء أو السمراء : الداكنة ،و الفاتحة ، أو اللون الأبيض صفات مع غيرها تنتشر في كل المجتمع الحسانى لكن اللغة العربية و الإسلام و طرق العيش هي السمات الجامعة .
و إضافة لتشكيلهم بعض قبائل قمة المجتمع الحسانى بتاريخه التراتبى الطبقى وجد منهم بعض العظماء داخله فمنهم علماء و أولياء و صالحين و منهم أبطال مجاهدين و مقاومين و منهم أدباء و شعراء و منهم فنانون و مداحون.
و ليس الرعى و الفلاحة و الأعمال اليدوية خاصة بهم بل هي منتشرة في أجزاء عديدة من بقية المجتمع الحسانى.
و قد كان يوم 29, إبريل 2013 يوم تأسيس الميثاق بمثابة شروق نور جديد يحمل معه معالجة قضية إجتماعية أساسية لكنها معالجة بمستوى مؤسسيها و على رأسهم ذلك الرئيس :
الدبلوماسي و السفير المثقف: المرحوم: ساعيد ول همدى الذى يمثل رقما مهما من التاريخ الموريتاني و إبن أحد عظماء آدرار المرحوم (: همدى الملقب: الدهاه ) الذى يقول فيه أهل أطار المثل الشهير 🙁 تظحك ما بوك الدهاه ) .
هذه المعالجة تأخذ في الحسبان.
أولا : أن الظروف التي إنتشر فيها الرق كانت عالمية و إن المجتمع الموريتاني الحساني لم يكن أشدها ممارسة لظاهرة الإستعباد التي عرفت أبشع الممارسات من قبل قبائل الزنوج الأفارقة و الغزات الأوربيين و تعتبر دار العبيد في داكار أحد الشواهد على تلك البشاعات.
ثانيا: إن معالجة آثار ظاهرة الإسترقاق و مواجهة أساليب الإسترقاق الجديدة و سببها الفقر و الجهل يجب أن تنطلق من مقاربة معتدلة لا تحمل الحاضرين أخطاء لم يرتكبوها و تهدف لحماية المجتمع الموريتاني من ظاهرة الإستعباد الجديدة المعرضة لها طبقة الفقراء خصوصا من غير المتعلمين.
و قد عرف الميثاق منذو تأسيسه ثلاثة رؤساء
من المرحوم: محمد ساعيد همدى مرورا بالعقيد ( ول هنضيه) إلى الرئيس الحالى: بوب ول العتيق.
و إستقبل أغلب الطيف السياسي الموريتاني فكرة الميثاق و قادته كجماعة سياسية تحمل أفكارا ذات قيمة إجتماعية و سياسية و إقتصادية مفيدة . و تدرك أن المجتمع الموريتاني بدأ يتجاوز معايير النظام الطبقى التقليدي ليفرض عليه نظام التمدن حيث الفوارق الإجتماعية بالمعايير المبنية على أسس المال و المعرفة، و الوظائف .
***– أما المناوؤون للميثاق فيعتبرون أنه تأسس على يد طبقة (النبلاء من لحراطين )
و الذين إنصهروا في المجتمع الحسانى و بنوا أمجادا كغيرهم من طبقات المجتمع و من بينهم الأثرياء و كبار قادة البلاد و ملكوا العبيد و أصبح منهم شيوخا لقبائل مشهورة.
و يتهمونهم بمحاولة سحب البساط من ( حركة إيرا التى تستمد طاقاتها من الخطاب العنصرى و من التطرف و تنسق مع الأرقاء و المستعبدين في قبائل الزنوج ، و مع حركة أفلام ضد المجتمع الحسانى خصوصا ما يسمونهم منه ( بالبيظان ) .
جدير بالذكر أن مسيرة الميثاق يوم أمس شارك فيها أغلب الأحزاب الوطنية على رأسهم حزب الإنصاف و أحزاب الموالاة و المعارضة المعتدلة و شخصيات وطنية مهمة .
فهل يجد الميثاق مكانه اللائق في ملحمة سياسة التجاذبات؟
لمرابط همى.