رئيس الجمهورية يدشّن “جسر الصداقة” ويطلق مشروع حركية نواكشوط: قفزة نوعية في البنية التحتية والتنقل الحضري
في خطوة جديدة تعكس التزام الدولة بتطوير البنى التحتية الحضرية وتعزيز ديناميكية النقل داخل العاصمة، أشرف فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، اليوم، على تدشين “جسر الصداقة” وسط نواكشوط، أحد أضخم وأحدث الجسور الحضرية في البلاد، وذلك بحضور عدد من أعضاء الحكومة والسلطات الإدارية والفنية.
الجسر، الذي يُعد الثالث من نوعه الذي يدشّنه رئيس الجمهورية في نواكشوط خلال السنوات الأخيرة، يأتي ضمن رؤية استراتيجية لتحسين انسيابية حركة المرور وتخفيف الاختناق المروري في أهم محاور العاصمة. وقد تم إنجازه وفق معايير هندسية عالية الجودة، حيث يضم محوّلا بطول 270 مترا وعرض 19,5 مترا، يرتكز على 40 دعامة عميقة تمتد إلى 60 مترا تحت الأرض، مع 9 فتحات يبلغ طول كل واحدة منها 30 مترا، ما يمنحه صلابة هندسية وشكلاً عمرانياً لافتاً.
ويتميّز الجسر بتجهيزات عصرية، من بينها مسارات مخصصة للسيارات والدراجات الهوائية، وأرصفة للمشاة، بالإضافة إلى إشارات مرور ذكية، ما يجعله من أبرز معالم البنية التحتية الحديثة في نواكشوط، ومثالاً على تصميم يوازن بين الجمالية والفعالية الوظيفية.
وعقب تدشين الجسر، أطلق رئيس الجمهورية مشروع “حركية نواكشوط”، الذي يمثل حجر الزاوية في خطة نواكشوط الحضرية المستدامة (PMUD – نواكشوط 2040)، ويهدف إلى إعادة تنظيم وسائل النقل الحضري، عبر تشجيع المواطنين على الانتقال من السيارات الشخصية إلى الحافلات الجماعية عالية الجودة (BHNS).
وقد صودق على هذا المشروع الطموح في مجلس الوزراء بتاريخ 11 يناير 2023، ويتضمن في مرحلته الأولى تهيئة 3 خطوط سريعة يبلغ مجموع أطوالها 36 كيلومترا، تشمل 41 محطة نقل، مع تخصيص ممرات خاصة لضمان سرعة وسلاسة التنقل.
وفي هذا السياق، تم حتى الآن اقتناء 112 حافلة من أصل 180 مبرمجة حتى عام 2026، في إطار تحديث أسطول النقل العمومي وتأهيله لمواكبة النمو الديمغرافي والاقتصادي للعاصمة.
ويؤسس هذا الإنجاز الثنائي – جسر الصداقة ومشروع الحركية – لمرحلة جديدة من التنمية الحضرية المستدامة في نواكشوط، تضع في صلب أولوياتها راحة المواطنين، وسلامة التنقل، وجاذبية الفضاءات الحضرية، في انسجام تام مع تعهدات فخامة الرئيس التي تترجم على أرض الواقع بإنجازات ملموسة تتوالى بثقة ورؤية.