البنك الإفريقي للتنمية يستعد لمرحلة جديدة من الريادة ترقب واسع لانتخاب الدكتور سيدي ولد التاه رئيسا جديد للمؤسسة

البنك الأفريقي للتنمية يستعد لمرحلة جديدة من الريادة… ترقّب واسع لانتخاب الدكتور سيدي ولد التاه رئيسًا جديدًا للمؤسسة

 

في لحظة مفصلية من تاريخ البنك الأفريقي للتنمية، تتجه الأنظار إلى الاستحقاق المقبل لاختيار رئيس جديد لأهم مؤسسة تمويلية في القارة، وسط توقعات قوية بانتخاب الدكتور سيدي ولد التاه لهذا المنصب الرفيع، بفضل سجله المتميز، وخبرته الواسعة في مجالات الاقتصاد والحوكمة، وتاريخه المهني الحافل على المستويين الإقليمي والدولي.

 

تأتي هذه التوقعات في ظل توافق غير مسبوق بين عدد من الدول الأفريقية الأعضاء، التي ترى في الدكتور ولد التاه رجل المرحلة؛ نظراً لرؤيته التنموية المتبصّرة، وكفاءته التفاوضية، وقدرته على قيادة التحولات الكبرى في مؤسسة ظلت لعقود رافعةً أساسية للنمو في أفريقيا.

 

البنك في سطور… إرث من البناء والتحديث

 

تأسس البنك الأفريقي للتنمية يوم 4 أغسطس 1963 في العاصمة السودانية الخرطوم، بموجب اتفاق بين 23 دولة أفريقية، بهدف الدفع بعجلة التنمية الاقتصادية وتعزيز التقدم الاجتماعي في القارة. ومنذ انطلاق نشاطه سنة 1966، ظل البنك حجر الزاوية في الجهود التنموية الأفريقية، عبر تمويل المشاريع الكبرى والبنية التحتية، ودعم الحكامة الاقتصادية، وتمكين القطاع الخاص.

 

ويقع المقر الرئيسي للبنك في مدينة أبيدجان بساحل العاج، وقد نُقل مؤقتاً إلى تونس خلال الحرب الأهلية في كوت ديفوار، ويضم في عضويته 78 دولة، منها 53 دولة أفريقية و25 دولة من خارج القارة، من أبرزها الولايات المتحدة، فرنسا، اليابان، كندا وألمانيا. ويبلغ رأس ماله نحو 100 مليار دولار، تشكّل الدول غير الأفريقية منها ما يزيد على 40%، وتملك حوالي 25% من أصوات مجلس الإدارة.

 

يتكون البنك من مجلس محافظين يضم وزراء الاقتصاد والمالية للدول الأعضاء، ومجلس إدارة منتخب يضم 18 عضواً، إلى جانب رئيس تنفيذي يُنتخب من طرف المجلس الأعلى.

 

ويعكس توزيع الأصوات الوزن السياسي والاقتصادي للدول، حيث تمثل نيجيريا 9.26%، ومصر 5.39%، وجنوب أفريقيا 4.88%، فيما تمثل الولايات المتحدة 6.55%، واليابان 5.47%، وفرنسا 3.75%.

 

منذ انطلاق نشاطه، قدم البنك 3660 قرضاً، بقيمة إجمالية تجاوزت 92 مليار دولار، وموّل مشاريع استراتيجية في الطاقة والنقل والمياه والحوكمة. بين عامي 2008 و2011 وحدها، خصص البنك 8 مليارات دولار للبنية التحتية، ومثلها في السنوات الأربع اللاحقة، في دلالة على تنامي حضوره وفاعليته في محيطه الأفريقي.

 

كما وجّه البنك 6 مليارات دولار لدعم القطاع الخاص، وموّل مشاريع لتطوير تكنولوجيا المعلومات، والطاقات المتجددة، ومكافحة التغير المناخي، وأطلق برنامج “الحوكمة في أفريقيا” لوضع استراتيجيات تحوّل مستدامة على مدى خمس سنوات.

 

ويُعدّ اختيار فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، للدكتور سيدي ولد التاه، لأنه واحدًا من أبرز العقول الاقتصادية في القارة، فقد راكم خبرات كبيرة من خلال توليه مناصب عليا في مؤسسات مالية وتنموية مرموقة، أبرزها الأمانة العامة لمجموعة دول الساحل، ووزارة الشؤون الاقتصادية والتنمية في موريتانيا، إضافة إلى عمله ضمن منظمات إقليمية متخصصة في التنمية والتخطيط.

 

يمتاز الدكتور ولد التاه، برؤية استشرافية تركّز على الشمولية، والربط بين التنمية الاقتصادية والعدالة الاجتماعية، ويُجمع المراقبون على أن قيادته للبنك ستعني تعزيزًا للأداء، واستعادة لدور البنك كقاطرة للتحول الهيكلي في القارة، خاصة في مجالات التحديث الرقمي، والتعليم، والحوكمة البيئية.

 

ينتظر الأفارقة من رئيس البنك القادم أن يكون بوصلة جديدة لتوجيه الاستثمار نحو ما يخدم المواطن أولاً، وأن يعزّز مكانة أفريقيا في النظام المالي الدولي. ويبدو الدكتور سيدي ولد التاه، بخبرته وأخلاقيته ومهاراته، الخيار الأمثل لقيادة هذه اللحظة.

 

ومع اقتراب موعد التصويت، يرتفع منسوب الأمل في أن تشهد المؤسسة انطلاقة جديدة بقيادة موريتانية واعية، تسير على خطى الريادة، وتعكس طموح قارة بأكملها في النهوض، والتكامل، والاستقلال المالي.

شاهد أيضاً

نواكشوط: اتفاقية لتشيد. مخزن غذائي بسعة 30 طن لصالح مفوضية الأمن الغذائي

وقع معالي الوزير المنتدب لدى وزير الاقتصاد والمالية، المكلف بالميزانية، السيد كودورو موسى انكنور، بحضور …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *