“تآزر” تطلق مرحلة جديدة من التنمية في كيدي ماغا: سيلبابي تحتضن أولى محطات “مدن تآزر”
في مشهد يجسّد روح التشاور والانفتاح التي تنتهجها الدولة الموريتانية في ظل قيادة فخامة رئيس الجمهورية، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، ترأس معالي المندوب العام للتضامن الوطني ومكافحة الإقصاء “تآزر”، السيد الشيخ ولد أحمد بد، مساء أمس في مدينة سيلبابي، لقاءً تشاورياً موسعاً مع الفاعلين المحليين في ولاية كيدي ماغا، إيذاناً بانطلاق المرحلة الثانية من البرامج التنموية الكبرى للمندوبية، وعلى رأسها برنامج “تعمير – مدن تآزر”.
وقد عكس الحضور المكثف والمتنوع للاجتماع – من سلطات إدارية وأمنية ومنتخبين محليين وأئمة وفاعلين مدنيين وشباب وأطر – عمق الاهتمام المجتمعي بهذا المسار الجديد، الذي يتقاطع مع تطلعات السكان نحو تنمية أكثر عدالة وشمولاً. وتميز اللقاء بجو من الحوار المسؤول، حيث خُصص حيز واسع للاستماع إلى ملاحظات ومقترحات الحضور، في تجسيد فعلي لتوجيهات فخامة رئيس الجمهورية بشأن تقريب القرار التنموي من المواطن.
وفي كلمته بالمناسبة، أكد معالي المندوب العام أن هذه الجولة تأتي في ظرفية مناخية حساسة تتطلب حضور الدولة بالقرب من الفئات الهشة، معلناً عن إطلاق تحويلات مالية استثنائية في ولايات كيدي ماغا وكوركول ولبراكنه، ضمن مقاربة تستهدف التخفيف من آثار الشح المناخي خلال فصل الصيف، وتعزز التماسك الاجتماعي في المناطق الأكثر هشاشة.
كما استعرض معاليه ملامح الاستراتيجية الجديدة للمندوبية، المبنية على مقاربة متكاملة تُشجع على خلق أنشطة مدرة للدخل، ودعم المشاريع التنموية المهيكلة كبديل تدريجي للتحويلات النقدية، من أجل تحقيق تنمية مستدامة تضمن الكرامة والاعتماد على الذات.
وأشار إلى أن برنامج “تعمير – مدن تآزر” يمثل منعطفًا نوعيًا في هندسة التدخلات الحضرية، حيث يسعى إلى الحد من التقري العشوائي، وتوجيه النمو العمراني نحو فضاءات منظمة توفر شروط الحياة الكريمة، من تعليم وصحة ومياه وكهرباء وبنية تحتية متكاملة، في إطار نهج عمراني يراعي العدالة المكانية ويعزز الإنصاف بين مختلف جهات الوطن.
وشدد معالي المندوب العام على أن مختلف تدخلات “تآزر” ما هي إلا ترجمة صادقة لرؤية فخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، التي تضع المواطن في قلب العمل العمومي، وتسعى إلى بناء دولة تضامن وإنصاف لا يُقصى فيها أحد ولا تُهمَّش فيها فئة.
وقد توّج اللقاء بسلسلة مداخلات ثرية من المنتخبين ووجهاء الأحياء وممثلي القطاعات الشبابية والمدنية، عبّروا فيها عن تطلعهم للمزيد من البرامج التنموية، وأشادوا بالأسلوب التشاركي المعتمد، مؤكدين استعدادهم الكامل للانخراط في جهود تنفيذ البرامج المعلنة.
يُذكر أن مدينة سيلبابي تُعد أولى محطات الجولة الميدانية الثانية التي يقوم بها معالي المندوب العام، وتشمل ولايات كيدي ماغا وكوركول ولبراكنه، في سياق حرص “تآزر” على متابعة ميدانية دقيقة وفاعلة لبرامجها ذات الأثر المباشر على حياة المواطنين.