نواكشوط: مؤسسة العون الطبي تنظم احتفالية على مرور عامين على انطلاقتها تحت شعار (إنقاذ الأرواح التزامنا)

تحت شعار “إنقاذ الأرواح… التزامنا”، احتفلت مؤسسة العون الطبي الاستعجالي بمرور عامين على انطلاقتها الرسمية، وذلك في حفل بهيج نُظم بمقرها في نواكشوط، بحضور المستشار الفني لوزير الصحة الدكتور حيمده أحمد سالم مادي، ومدير المؤسسات الصحية، ورئيسة مجلس الإدارة، ومنسقة التعاون الإسباني، ومدير مكتب منظمة العون المباشر، إلى جانب الطواقم الطبية والإدارية، وجمع من المدعوين.

 

في مستهل الحفل، ألقى المدير العام للمؤسسة كلمة مقتضبة عبّر فيها عن اعتزازه بما حققته المؤسسة في ظرف وجيز، حيث استطاعت أن تنتقل من مرحلة التأسيس إلى مرحلة الفعالية والتأثير المباشر في حياة المواطن، بفضل رؤية خماسية الأبعاد تعتمد الحكامة الرشيدة، تطوير الموارد البشرية، التدرج في اقتناء التجهيزات الطبية الملائمة، التحول الرقمي، وفتح شراكات وطنية ودولية مثمرة. كما توجه بالشكر للعمال والشركاء الفنيين والماليين الذين دعموا هذا المشروع الرائد، خاصة التعاون الإسباني، ومنظمة العون المباشر الكويتية، وفرسان مالطا.

 

من جانبه، أشاد المستشار الفني لوزير الصحة الدكتور حيمده أحمد سالم مادي بجهود إدارة المؤسسة وطاقمها، مثمنًا التقدم الملموس الذي حققته خلال فترة قصيرة، ومؤكدًا دعم القطاع الصحي لهذا المشروع الحيوي الذي يمثل إضافة نوعية لمنظومة الصحة الوطنية، ويعزز جاهزية الدولة في مجال الطب الاستعجالي ما قبل الاستشفائي.

 

وأعربت السيدة الزهرة التروزي، ممثلة العمال، عن فخر الطواقم بما تحقق خلال هذه الفترة رغم التحديات، مؤكدة أن هذا النجاح ليس سوى بداية لمسيرة طويلة تتطلب المزيد من التكوين والتطوير، وتوفير بيئة مهنية عادلة تحفظ حقوق العاملين الذين يشكلون الركيزة الأساسية لنجاح المؤسسة.

 

وتم خلال الحفل استعراض الخطة المستقبلية الطموحة للمؤسسة الممتدة حتى عام 2030، والتي تهدف إلى تطوير منظومة الإسعاف الطبي الاستعجالي وفق رؤية استراتيجية طموحة تشمل إنشاء وتوسيع شبكة القواعد التشغيلية، تطوير البنية التحتية، تعزيز القدرات البشرية، وتحديث المعدات والأنظمة الرقمية.

 

ففي عام 2025، سيتم وضع أنظمة الحوكمة وتفعيل وحدة إدارة المشروع، إلى جانب وضع خريطة مرجعية دقيقة لشبكة الإحالة الصحية، واعتماد المعايير والبروتوكولات الطبية والإدارية، وتطوير دليل العمل، وتحديد احتياجات التجهيزات والمعدات الطبية، وإعداد خطة متكاملة لتكوين الكادر البشري.

 

أما عام 2026، فسيشهد إنشاء أربع قواعد تشغيلية (اثنتان في نواكشوط واثنتان في الداخل)، بالإضافة إلى مركز اتصال وطني (PST) مجهز وفق أعلى المعايير، مع استكمال انتقاء وتكوين الطواقم اللازمة، وبدء تشغيل منظومة SAMU الأولى، مصحوبًا بحملة توعوية وطنية لتعريف الجمهور بالخدمة وأهميتها.

 

وفي عام 2027، ستتم إضافة ثماني قواعد تشغيلية جديدة موزعة بين نواكشوط وعدد من الولايات الداخلية، مع تعزيز قدرات مركز الاتصال الوطني، ورفع جاهزية الطواقم، وتطوير أنظمة المعلومات لجمع وتحليل المؤشرات التشغيلية والطبية.

 

وخلال عام 2028، سيستمر توسيع الشبكة بإنشاء ست قواعد إضافية، إلى جانب استكمال تجهيز القواعد السابقة وتحديث معداتها، وتعزيز التكامل بين مختلف مكونات المنظومة لضمان أعلى درجات الجاهزية والاستجابة الفعالة في جميع أنحاء البلاد.

 

وفي عام 2029، سيُنجز تقييم مرحلي شامل لقياس مستوى تنفيذ الخطة ومدى تحقق الأهداف، مع معالجة الثغرات، وتطوير الأداء البشري واللوجستي، وتكثيف الأنشطة التوعوية الموجهة للجمهور.

 

أما عام 2030، فسيخصص لإنجاز التقييم النهائي للمشروع، واستخلاص الدروس، وتحديد المراحل المستقبلية، مع إمكانية إنشاء قواعد إضافية إذا اقتضت الحاجة، لضمان استدامة الخدمة وفعاليتها.

 

وفي لفتة وفاء وتقدير، تم خلال الحفل تكريم 17 من عمال المؤسسة المتميزين من مختلف الفئات، عرفانًا بتفانيهم في أداء واجبهم المهني والإنساني، كما مُنحت شهادات تقدير خاصة لأهم شركاء المؤسسة الفنيين والماليين.

 

عقب ذلك، قام الحضور بجولة ميدانية شملت المقر الإداري ومركز الاتصال، والقاعدة المعلوماتية بتفرغ زينة، حيث تم الاطلاع على الأنظمة الرقمية المستخدمة في التسيير والتنسيق، قبل التوجه إلى ساحة العرض المخصصة لأسطول سيارات الإسعاف، حيث استعرضت أهم التجهيزات والمعدات الطبية المعتمدة في تدخلات العون الطبي الاستعجالي.

 

وقد اختُتم الحفل باستراحة قهوة جمعت الضيوف والعمال في أجواء من الاعتزاز بما تحقق من إنجازات، والتطلع المشترك إلى مستقبل أكثر إشراقًا، يعزز من دور المؤسسة في إنقاذ الأرواح وخدمة المواطن أينما كان.

شاهد أيضاً

معالي وزير الثقافة يبحث مع رئيس معهد العالم العربي إطلاق الأسبوع الموريتاني بالمعهد

معالي الوزير يبحث مع رئيس معهد العالم العربي بباريس إطلاق الاسبوع الموريتاني بالمعهد   التقى …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *