اختتم فخامة رئيس الجمهورية، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، مشاركته الفاعلة في أشغال المؤتمر الدولي الرابع لتمويل التنمية (FfD4)، المنعقد بمدينة إشبيلية بالمملكة الإسبانية، تحت رعاية الأمم المتحدة، وبمشاركة واسعة من قادة الدول وصناع القرار وممثلي المؤسسات المالية العالمية.
وقد جاءت مشاركة فخامة رئيس الجمهورية تلبية لدعوة شخصية من جلالة الملك فيليبي السادس، ملك إسبانيا، الذي خص فخامته بمكانة مميزة كـضيف شرف في مأدبة العشاء الرسمية التي أقامها على شرف رؤساء الدول والحكومات المشاركين. وقد عكست هذه الدعوة التقدير الدولي المتنامي لدور فخامته ولمكانة موريتانيا الجديدة على الساحة العالمية.
وكانت المناسبة فرصة دبلوماسية رفيعة، عزز خلالها فخامة رئيس الجمهورية من حضور موريتانيا السياسي والدبلوماسي، عبر تبادله الرؤى الاستراتيجية مع عدد من القادة، في أجواء عكست روح التعددية والانفتاح، وموقع فخامته كصوت وازن للجنوب العالمي.
وفي الجلسة الافتتاحية، ألقى فخامة الرئيس كلمة قوية عبر فيها عن تطلعات الدول النامية، وشخص بدقة أوجه الخلل في النظام المالي العالمي، منتقدًا بطء التقدم وضعف الاستجابة للاحتياجات الحقيقية لشعوب الجنوب. كما قدم تجربة موريتانيا في مجال تعبئة الموارد الوطنية، وتحسين الحكامة، ودعم القطاع الخاص المحلي، مؤكدا أن تحقيق أهداف التنمية يتطلب تمويلًا دوليًا منصفا، يقوم على العدالة والمسؤولية المشتركة.
وفي جلسة النقاش الرفيعة المستوى حول “مستقبل التعاون الدولي”، برز فخامة الرئيس كأحد أبرز المدافعين عن إعادة صياغة النظام الدولي على أسس أكثر عدالة وإنصافا، داعيا إلى شراكات متكافئة تحترم أولويات وخصوصيات الدول النامية، وتعيد التضامن الدولي إلى مساره الأخلاقي والتنموي الصحيح.
كما أجرى فخامة رئيس الجمهورية، على هامش المؤتمر، لقاء ثنائيا مثمرا مع معالي رئيسة الحكومة التونسية، السيدة سارة الزعفراني الزنزري، أكد خلاله حرصه على توطيد العلاقات الموريتانية-التونسية، وفتح آفاق جديدة للتعاون في مجالات الاقتصاد والتعليم العالي والاستثمار والتكنولوجيا.
إن مشاركة فخامة رئيس الجمهورية في هذا الحدث الدولي الهام لم تكن مجرد حضور بروتوكولي، بل شكلت تجسيداً لدور قيادي متنامٍ تلعبه موريتانيا اليوم في القضايا الدولية الكبرى، ومساهمة فعالة في إعادة تشكيل أجندة التنمية العالمية بما يخدم مصالح الشعوب الإفريقية والعربية والنامية، تحت قيادة فخامته الحكيمة والمتبصرة