السنغال أمام مفترق طرق جديد بعد تصاعد الخلاف بين سونكو والرئيس افاي/بقلم أحمد محمد عمر

السنغال أمام مفترق طرق جديد بعد تصاعد الخلاف بين سونكو والرئيس افاي

 

في تطور سياسي لافت، أطلق الوزير الأول السنغالي عثمان سونكو تصريحات صادمة كشف فيها عن خلافات عميقة مع رئيس الجمهورية بصيرو ديوماي افاي، ما يضع الحكومة السنغالية أمام أزمة سياسية محتملة تهدد تماسك التحالف الحاكم.

 

خلال افتتاح المجلس الوطني لحزبه “باستيف”، أكد سونكو أنه لن يستقيل من منصبه، لكنه لا يستبعد أن يُقيله الرئيس، مما قد يفتح الباب أمام عودته إلى الجمعية الوطنية كلاعب سياسي معارض. وقد عبّر عن رفضه لما وصفه بـ”الأوضاع الراهنة”، داعيًا الرئيس إلى وضع حد لهذه الظروف أو منحه الصلاحيات الكافية لمعالجتها.

 

توتر يعيد إلى الأذهان أزمات الماضي :

 

تأتي هذه التصريحات في سياق سياسي حساس، يعيد إلى الذاكرة تاريخ السنغال الطويل مع الأزمات السياسية رغم سمعتها كواحدة من أكثر الديمقراطيات استقرارًا في إفريقيا الغربية. فقد شهدت البلاد منذ استقلالها عام 1960 عدة محطات حرجة، أبرزها:

 

أزمة 1963 التي خلفت عشرات القتلى.

 

أحداث مايو 1968.

 

أزمة 1988 التي أفرزت جماعات مقاومة.

 

أزمة 1993 التي انتهت باغتيال شخصية سياسية بارزة.

 

أزمة 2012 المرتبطة بترشح الرئيس عبد الله واد لولاية ثالثة وسط جدل دستوري.

 

 

هذه الأزمات كشفت في مجملها عن استخدام متكرر للأدوات السياسية والمؤسساتية لترسيخ السلطة، بما في ذلك تأجيل الانتخابات وتعديل الصلاحيات كما حدث عام 2019 بإلغاء منصب الوزير الأول ثم إعادته لاحقًا.

 

القضاء كأداة سياسية:

 

لطالما اُتهمت السلطة التنفيذية في السنغال باستخدام القضاء لإقصاء الخصوم السياسيين. فقد اعتُقل الرئيس الأسبق عبد الله واد أكثر من مرة خلال الثمانينيات والتسعينيات. وواجه عثمان سونكو نفسه تهماً عديدة وسُجن خلال عهد الرئيس السابق ماكي صال، قبل أن يتم الإفراج عنه في مارس 2023 ليخوض حملة انتخابية ناجحة رفقة بصيرو ديوماي افاي.

 

شراكة بدأت بالتحالف وانتهت بالخلاف:

 

تولى سونكو رئاسة الحكومة في أبريل 2024 عقب فوز افاي في الانتخابات الرئاسية، ضمن تحالف مشترك بدا في حينه منسجمًا ومتماسكًا. إلا أن الخلافات التي ظهرت مؤخرًا، لا سيما في ظل اتهامات سونكو بوجود تحركات مبكرة للتحضير لانتخابات 2029، تثير مخاوف من انزلاق الوضع نحو أزمة سياسية مفتوحة قد تهدد الاستقرار الديمقراطي في البلاد.

 

السيناريوهات المحتملة :

 

في ظل هذا التصعيد، تبدو السنغال على أعتاب مفترق طرق سياسي جديد، حيث لا يُستبعد أن تؤدي هذه الخلافات إلى:

 

– إعادة تشكيل التحالفات داخل الحكومة أو في البرلمان.

– إقالة سونكو ما قد يعيد خلط أوراق المشهد السياسي.

 

– أزمة دستورية إذا ما تصاعد الخلاف إلى مستوى المواجهة المفتوحة

.

 

أحمد ولد محمد عمر

شاهد أيضاً

التيدنيت التعبير الحضاري العميق/بقلم الشيخ الداه ابه

التيدنيت: التعبير الحضاري العميق.   – جدل واسع حول أصولها، هل هي بيظانية؟ أم من …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *