نظّمت سفارة المملكة المغربية في نواكشوط، مساء أمس، حفلاً بهيجًا بمناسبة الذكرى السادسة والعشرين لعيد العرش، وسط حضور لافت لنخبة من مختلف أطياف المجتمع الموريتاني، شملت شخصيات سياسية بارزة، وقيادات أمنية، ورجال أعمال، ومفكرين، وأكاديميين.
وفي مستهل الحفل، ألقى سعادة سفير المملكة المغربية في موريتانيا، السيد حميد شبار، كلمة شاملة استعرض فيها الإنجازات الكبرى التي حققتها المملكة المغربية تحت القيادة الملك محمد السادس، خلال أكثر من ربع قرن من التحديث والتنمية المتواصلة، والتي مكّنت المغرب من الانتقال إلى مصاف الدول الصاعدة والمؤثرة إقليميًا ودوليًا.
وأكد السفير أن المغرب نجح في بناء اقتصاد متنوع وحديث، بفضل مشاريع استراتيجية كبرى، وتحول إلى منصة صناعية ولوجستية رائدة في إفريقيا والعالم العربي، خصوصًا في مجالات السيارات والطيران، والبنية التحتية، والتكنولوجيا.
وفي الجانب الدبلوماسي، أبرز سعادته الحكمة والرؤية الاستباقية للدبلوماسية المغربية بقيادة الملك محمد السادس، التي جعلت من المملكة فاعلًا موثوقًا به في المجتمع الدولي، ونالت تأييدًا واسعًا لمبادرة الحكم الذاتي في الصحراء المغربية، حيث اعتبرتها أكثر من 120 دولة، بينها ثلاث دول دائمة العضوية في مجلس الأمن، الحل الجاد والواقعي لهذا النزاع.
كما تطرّق إلى المشاريع الإقليمية الكبرى، مثل أنبوب الغاز الإفريقي الأطلسي، والمبادرة الملكية لتمكين دول الساحل من الولوج إلى المحيط الأطلسي، مؤكدًا أن هذه المبادرات تعكس التزام المغرب بالتعاون جنوب–جنوب وتعزز التنمية المشتركة في إفريقيا.
وعلى مستوى العلاقات الثنائية، ثمّن السفير عمق الروابط الأخوية التي تجمع المغرب بموريتانيا، مشيرًا إلى أنها تستند إلى وشائج التاريخ والدين والمصير المشترك، وتتغذى من حرص قائدي البلدين، الملك محمد السادس والرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، على تعزيز شراكة نموذجية ومتوازنة.
وأوضح أن اللقاء الأخوي الذي جمع قائدي البلدين في الدار البيضاء، شهر ديسمبر الماضي، شكّل محطة مفصلية في دفع العلاقات الثنائية نحو آفاق أرحب، من خلال إطلاق مشاريع استراتيجية للربط الكهربائي والغازي والطرقي والبحري والجوي، بالإضافة إلى تعاون وثيق بين البورصات الوطنية، وتبادل مكثف للزيارات والتجارب بين مختلف القطاعات.
وفي ختام كلمته، أشاد سعادة السفير بالحضور القوي والفاعل للدبلوماسية الموريتانية في المحافل الدولية بقيادة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، مشيرًا إلى النجاح البارز في رئاسة الاتحاد الإفريقي، وفوز السيد سيدي ولد التاه بمنصب رئيس البنك الإفريقي للتنمية.
كما عبّر عن اعتزازه بالروابط الثقافية المتينة بين الشعبين، مبرزًا دور المركز الثقافي المغربي بنواكشوط، ومؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة، في تعزيز العلاقات الروحية والعلمية، ووجّه شكره للسلطات الموريتانية على دعمها المتواصل للجالية المغربية المقيمة في البلاد.