بــيــــــــان
قبل حوالي عام من الآن، تواصل معي الفنان أحمدو ولد أحمد لولى، وعبر عن رغبته في تنظيم مهرجان ثقافي لم يحدد مكان تنظيمه.
وقد آمنتُ بالفكرة منذ البداية لأنها ثقافية بامتياز، وأعلنت دعمي وتشجيعي لها، كما سعيتُ لدى السلطات الإدارية للحصول على الموافقة اللازمة، دعما لفنان ناجح في موقعه.
وقبل حوالي شهر، جدد الفنان أحمدو اتصاله بي مؤكداً شروعه في التحضيرات الفعلية للمهرجان، فبادرتُ إلى برمجته على أجندة وزارة الثقافة، وبذلت جهداً كبيراً لضمان حضور معالي الوزير للفعالية.
وقد استجاب معاليه لذلك بدافع اهتمامه بالثقافة وتشجيعه للشباب، رغم ضغوطات المرحلة وقرب انتهاء الموسم الثقافي.
واليوم، وبعد الانطلاقة الناجحة للمهرجان الذي سعى منظموه لأن يكون جامعاً، حمل المهرجان ـ الذي أطلقوا عليه اسم مهرجان الترارزة ـ دلالات واضحة على وحدة الطيف الاجتماعي في تكند، وجسد حضوراً غير مسبوق من حيث إبراز الموروث المادي وغير المادي لثقافة الولاية، ومن حيث مشاركة السلطات الرسمية وضيوف من مختلف مناطق الوطن، إضافة إلى الحضور الشعبي الكبير.
وأود أن أؤكد على ما يلي:
* أتقدم بالشكر الجزيل وخالص العرفان لمعالي وزير الثقافة والفنون الحسين ولد مدو على حضوره، وعلى خطابه القيم الذي أنصف فيه ولاية الترارزة، وثمن مكانتها الثقافية، كما أنوه بالنجاح الكبير للموسم السياحي الذي أعلن عنه فخامة رئيس الجمهورية، وذلك بفضل الأمطار التي عرفتها البلاد، ودور الوزير في انعاش الساحة الثقافية.
* أن إنجاح هذا المهرجان كان ثمرة جهود مشتركة من مختلف الفاعلين: أذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر، الإعلامي الكبير عبد الله ولد اشفغ المختار الذي سعى بدوره لأن يكون هذا الحدث ناجحا وبذل في سبيل ذالك جهودا مضاعفة، إضافة لسياسيين، سلطات إدارية، شباب، تجار، نساء، ناشطات مجتمع، إعلاميين وغيرهم.
* أن المهرجان شكّل مناسبة لعرض الثقافة العالِمة والشعبية معاً، كطبل إمارة الترارزة وخيما ترمز للموروث الديني والصوفي لسكان الولاية، كما تنوع المعروض من قبل التعاونيات النسوية، وهو ما أثنى عليه معالي الوزير والوفد المرافق.
* أن استضافة الخلافة القادرية في غرب إفريقيا، لوفد معالي الوزير – على عكس ماهو متعارف – عكس غياب الفوارق والرغبة في الاستئثار بين أبناء المدينة، فاللجان المشرفة على المهرجان، خصصت أمكنة لاستضافة كافة ضيوفها بما في ذلك الوفد الرسمي، وجرت العادة أن تتم استضافة الوزير من قبل حاكم المدينة؛ لكن رغبة الخلافة في استضافة معالي الوزير تم احترامها، وكان الأمر موضع إجماع للفاعلين في المنطقة.
* أنني أشعر بالامتنان العميق للسيد عمدة مدينة تكند على جهوده في نجاح المهرجان، والشكر موصول لكل من ساهم أو حضر أو دعم المهرجان مادياً أو معنوياً، راجياً أن يكون مجرد بداية متبوعة بمهرجان مقاطعة المذرذرة الأم المرتقب .
لقد أكد هذا المهرجان أن مبادرات الشباب تستحق كل التشجيع والدعم، فقد كان بحق أكبر مهرجان شهدته ولاية الترارزة في السنوات الأخيرة، وهو ما يدعو إلى الاعتزاز والتقدير لكل من جعل هذا النجاح ممكناً.
وهنا أذكر بأن ضعف تداول الصورة في ليلة الانطلاق يعود أساسا لضعف في شبكات الاتصال، حيث نظم المهرجان عند مدخل المدينة، ونظرا لكثرة الحضور سبب الأمر ضغطا على الشبكات، لكن الأمسيتين المتبقيتين، ستتم فيها حلحة الإشكال بحول الله وسيتم تذليل الصعاب.
نائب المذرذرة : الداه صهيب