محمد ولد الشيخ
الغزواني… حين تتكلّم القيم
في زمنٍ أثقلته الحروب وصمتت فيه كثير من الأصوات، ظلّ صوت موريتانيا عاليًا، نقيًّا، يحمل صدق الموقف وحرارة الإيمان بالحق.
ومن بين أصوات القادة، كان صوت فخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني نغمةً مختلفة… نغمة المبدأ حين يغلب المصلحة، والإنسان حين ينتصر للإنسان.
منذ اللحظة الأولى لمأساة غزة، لم يتردد فخامته في قول الحقيقة، معلنًا أن فلسطين ليست قضية سياسية فحسب، بل امتحانٌ للضمير الإنساني.
قالها بصدق القلوب لا ببرود البيانات:
«إن القضية الفلسطينية بالنسبة لنا هي قضية مظلومية شعب وحرمة مقدسات ونصرة أشقاء لا تقبل المساومة بوجه.»
كانت تلك الكلمات كمن يضع بصمة ضوءٍ في عتمة المواقف، ويعيد إلى السياسة معناها الأخلاقي.
ففي زمنٍ تاهت فيه البوصلة، ظلّ الغزواني يشير بثبات إلى الشمال الأخلاقي: نحو فلسطين، نحو العدالة، نحو الإنسان.
ولم يكن موقف موريتانيا كلامًا يُقال، بل فعلًا يُروى.
حين انسحب وفدها من قاعة الأمم المتحدة أثناء خطاب زعيم الاحتلال، فهم العالم أن الكرامة الموريتانية لا تُجالس القتلة، وأن صوت العدالة لا يقبل أن يُجاور صوت الجريمة.
هكذا كانت موريتانيا، قيادةً وشعبًا، قلبًا نابضًا بالعروبة، وضميرًا حيًّا في زمنٍ تبلّدت فيه المشاعر.
وها هي اليوم، مع كل دعوة للسلام، تذكّر بأن السلام لا يُبنى على الظلم، وأن من يقف مع فلسطين، يقف مع نفسه ومع إنسانيته.
رحم الله الشهداء، وبارك الله في من جعل من الموقف كلمةً، ومن الكلمة ضميرًا للأمة.
موريتانيا تبقى على العهد… صوتًا للحق، ونبضًا للإنسان.
الشيخ المستعين احميادة