الشيخ سيدالخير ولد الشيخ بونن.. ثلاث سنوات من القيادة والتحدي
يواصل الخليفة العام للطريقة القادرية في غرب إفريقيا، الشيخ سيدالخير بن الشيخ بونن – حفظه الله – مسيرته في قيادة الحضرة السعدية بمدينة النمجاط، وسط مسار حافل بالعطاء والتحدي، منذ تزكيته ومبايعته رسميًا قبل نحو ثلاث سنوات خليفةً عامًا للطريقة وممثلًا لرمزها الروحي الأول في المنطقة.
ورغم ما واجهه من صعوبات وتحديات منذ تسلمه لمقاليد الخلافة فإن الشيخ سيدالخير واصل أداء مهامه بثباتٍ وحكمةٍ، مستندًا إلى نهجٍ متوارثٍ عن آبائه وأجداده قائمٍ على خدمة الدين والمجتمع وصون قيم الطريقة القادرية وحماية تراثها الروحي والاجتماعي.
وقد أجمعت أوساط واسعة من المريدين في السينغال إلى جانب وجهاء المنطقة ومشايخ الطريقة القادرية بمختلف أسانيدها على أهلية الشيخ سيدالخير لتحمل أعباء الخلافة في النمجاط، لما يتميز به من معرفة ورجاحة عقلٍ وأخلاقٍ عالية، فضلًا عن حرصه على توحيد الصفّ والدفاع عن مكانة النمجاط بوصفها مركزًا دينيًا وروحيًا مرجعيًا في منطقة غرب إفريقيا.
لقد واصل دوره المعهود بعد إشراف جماعة الحل والعقد بالنمجاط على مبايعته رسميًا في النمجاط تحت رقابة وإشراف الدولة الموريتانية، تقديرًا للدور التاريخي للطريقة القادرية في دعم الوحدة الدينية والاجتماعية – رغم ما تعرّض له من مضايقاتٍ ومحاولاتٍ للنيل من مكانته – وظلّ متمسكًا بالوصية التي خلّفها له والده الشيخ بونن وهي ذات الوصية التي خلّفها الشيخ الطالب بوي، والمستمدة من تراث القطب الرباني الشيخ سعد أبيه بن الشيخ محمد فاضل – رحمه الله –، والمبنية على الإخلاص في العبادة، ونشر العلم، وخدمة الدين والمجتمع.
يحتفظ الشيخ سيدالخير اليوم بكافة المقتنيات الرمزية الموروثة عن الخلافة، أبرزها العمامة ذات القلنسوة الحمراء التي بعث بها الشيخ محمد فاضل إلى ابنه الشيخ سعدبوه، والتي تعتبر – بحسب المريدين – رمزًا للخلافة القادرية ودليلًا على انتقالها الشرعي عبر الأجيال.
واليوم يعمل الخليفة الشيخ سيدالخير ولد الشيخ بونن على ترسيخ دعائم الوحدة الروحية والتنمية المجتمعية إلى جانب اعتماد نهج التوجيه والإرشاد وتكوين الأجيال وتربيتها على قيم النبل والكرامة والتسامح، ويعتبر أن الخلافة ليست وجاهةً اجتماعية، بل أمانة ومسؤولية ذات أبعادٍ دينيةٍ وإنسانيةٍ وثقافيةٍ وسياسية.
أحمدباب الخراشي