شهادة فى حق سكان اندغمشه المظلومين/الأستاذة زينب الشيخ الرباني

*زينب الشيخ الرباني تكتب..*

 

 

*بنات اندغمشه*

شهادة فى حق سكان اندغمشة المظلومين

 

 

إن من نعم الله الجليلة علينا أن خصنا: آل محمد المصطفى ول الرباني(توا) عن بنى عمومتنا بأن جعل أخوالنا أبناء عمومتنا آل بوحبينى الكرام.

وتلك لعمرى نعمة لا يعرف قدرها كثيرون .

وإن كان الواقع يفرض غير ذلك، لأن هذه القبيلة ظلت على مدى عصورمضت مأوى ومحط رحال للعافين، وأبناء السبيل فى الشريط الواصل بين نهر السنغال جنوبا وبين الساقية الحمراء ووادى الذهب شمالا.

وذلك قبل أن تصبح محط رحال الموريتانيين، من جهات الوطن الأربع.

حيث استمرت هذه القبيلة على ما جبلها الله عليه من سماحة وكرم، فاتحة بيوتها وقلوبها للوافدين مفسحة لهم فى الرحاب إلى أن أصبحت اقلية فى عقر دارها، قبل أن تتحول إلى شبه لاجئة فى موطن آبائها وأجدادها.

وذلك لأن الدولة ظلت تطاردها من بقعة إلى أخرى، كلما غلت قيمة حي ألجأتها إلى الذى هو أدنى منه.

مستغلة ما جبل عليه القوم من كرم ومسالمة وزهد فى زهرة الدنيا الفانية.

وليت المضايقة والمطاردة اقتصرت على مدينة انواكشوط بأحيائها ومقابرها، ولكنها امتدت إلى فيافي بنى أسد فى أغنودرت والمطار الجديد وتانيت وغيرها.

واليوم تتجاوز ذلك كله إلى الاعتداء على تلك الحاضرة البعيدة الوادعة هناك على طريق انواذيبوا، والتى لجأت إليها بعض الأسر فرارا من المدينة وضجيجها، ومضايقة أهلها، وتنسما لعبير الآباء والأجداد الذين توطنو هذه البقاع منذ مئات السنين، حيث حفروا ذلك المنهل الذى ظل كأخلاق أهله يبل صدى الظامئين ويأوى إلي رحابه التائهون.

إنه منهل اندغمشة ذائع الصيت،

ذلك المنهل الذى حفره الجدود فى ذاكرتنا تماما كما حفروه فى أرضنا !

ولا أنسى إن نسيت تلك الألعاب الطاهرة الجميلة التى كنا نتخذها ونحن صغارمن الأصداف التى نلتقطها من الشاطئ تارة ونستخرجها من باطن أرضنا تارة أخرى، كما هو الحال مع بنات اندغمشه (أمنات انزرور) التى كانت تمثل لنا أجود أنواع بنات المحار .

كانت تلك الأصداف تعطينا متعة عجيبة مع نظافتها وسلامتها عكس كثير من العاب الأطفال اليوم.

ومن أبرز شخصيات المحار(الاصداف) آمدلاك، والذي يمثل الجل، ومنت انزرور، والتى تمثل الشابة الجميلة القائمة، وبنت عين لبعير التى تمثل المرأة الجالسة عموما، وبحسب تفاوت حجمها تنقسم إلى بنت أو أم الخ

وأولاد امبرم والتى تمثل الرجال والأولاد ، وأفضلها التى تلتقط من البحر مباشرة قبل أن تغوص ناجية بنفسها إلى داخل أرض الشاطئ، ناهيك عن غير ذلك من الأصناف مثل آمجون وكنبه وطينطص و التفون وامحارت البو التى كانت مشاهدتها تعد أزمة كبيرة حيث تقول الأسطورة -عافانا الله وإياكم-أن من حملها يموت أبوه ومن تركها تموت امه.

تلك نبذ قليلة مما تحمله لنا هذه الربوع من ذكريات جميلة، ستظل باقية( ما بقي نعمان) .

ذكريات ستظل تتردد فى أذن صاحب الجرافة الآثمة:

 

*فإن الماء ماءُ أبى وجدِّي*

*وبئري ذو حفرت وذو طويت!!*

شاهد أيضاً

توشيح مستحق لرجل خدم المقاطعة والولاية النائب الموقر علي ولد ممود يكرم بوسام الامتنان الوطني/أحمد محمد عمر

توشيح مستحق لرجل خدم المقاطعة والولاية: النائب علي ولد ممود يُكرم بوسام الامتنان الوطني   …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *