ديوفيور السنغالية تحتضن النسخة الـ61 من الملتقى السنوي لوفاة الشيخ الطالب بوي ولد الشيخ سعدبوه.
ملتقى روحي يُجدد العهد على طريق التصوف الوسطي ويكرم رموز السلم والدعوة الإسلامية
ديوفيور – السنغال | عاشت مدينة ديوفيور بجمهورية السنغال الشقيقة أجواءً روحانيةً مهيبة خلال احتضانها النسخة الـ61 من الملتقى السنوي لوفاة الشيخ الطالب بوي ولد الشيخ سعدبوه، في تظاهرة إيمانية وثقافية نظمتها الخلافة العامة للطريقة القادرية الفاضلة في غرب إفريقيا.
المناسبة التي تأسست سنة 1964 على يد الخليفة الراحل الشيخ بونن ولد الشيخ الطالب بوي، تحولت على مدى العقود إلى تقليد سنوي يُجسد الوفاء لرموز التصوف الإسلامي، ويعكس القيم التي أرساها الشيخ الطالب بوي في مسيرته العلمية والروحية.
حضور دبلوماسي وروحي مميز
الملتقى شهد حضورًا رسميًا ودوليًا لافتًا، تمثل في السلطات الإدارية والأمنية السنغالية، إلى جانب بعثات دبلوماسية رفيعة المستوى من عدد من الدول الإسلامية، على رأسها سفراء كوت ديفوار، العراق، وتركيا، إضافة إلى وفود من سفارات إسلامية أخرى، مما يبرز البُعد الإقليمي والدولي المتزايد لأهمية هذا الحدث.
كما شارك في الملتقى المريدون والمحبون للطريقة القادرية من مختلف أنحاء غرب إفريقيا، حيث توافدوا إلى ديوفيور لتجديد العهد مع الطريق الروحي الذي يجمع بين العلم، الزهد، والتربية الأخلاقية.
تكريم للرموز وتعزيز لرسالة الاعتدال
وفي كلمة مؤثرة، قام الخليفة العام للطريقة القادرية الفاضلة في غرب إفريقيا، الشيخ سيد الخير ولد الشيخ بونن، بتكريم عدد من الشخصيات والسفراء الحاضرين، مشيدًا بمواقفهم في خدمة الإسلام وتعزيز خطاب الاعتدال والتسامح.
وقال الخليفة في كلمته:
> “إن الطريقة القادرية كانت وستظل حاملة لرسالة المحبة والوحدة، ونحن اليوم نكرّم من خدم هذه الرسالة، وساهم في نشرها بما يليق بروح الإسلام الحقيقية.”
دعوة للوحدة والتآخي في مواجهة التحديات
تأتي هذه التظاهرة الروحية في وقت تتزايد فيه التحديات الفكرية والاجتماعية في العالم الإسلامي، ما يجعل من مثل هذه الملتقيات منابر حيوية لترسيخ خطاب الاعتدال والتفاهم، وتعزيز أواصر الوحدة والتضامن بين الشعوب المسلمة.
وتؤكد الخلافة العامة للطريقة القادرية أن الملتقى سيظل منارةً سنوية تُضيء درب المريدين، وتستحضر سيرة الأعلام الذين وهبوا حياتهم لخدمة الدين، وتربية الأجيال على مكارم الأخلاق.